التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (57)

و{ فضلاً } حال من المذكورات . والخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم

وذكر الرب إظهار في مقام الإضمار ومقتضى الظاهر أن يقال : فضلاً منه أو منا . ونكتة هذا الإظهار تشريف مقام النبي صلى الله عليه وسلم والإيماء إلى أن ذلك إكرام له لإيمانهم به .

وجملة { ذلك هو الفوز العظيم } تذييل ، والإشارة في { ذلك هو الفوز العظيم } لتعظيم الفضل ببعد المرتبة . وأتي بضمير الفصل لتخصيص الفوز بالفضل المشار إليه وهو قصر لإفادة معنى الكمال كأنه لا فوز غيره .