قوله : «فَضْلاً » مفعول من أجله ، وهو مراد مَكِّيٍّ بقوله : مصدر عَمِلَ فيه «يَدْعُونَ »{[50478]} . وقيل : العامل فيه{[50479]} : «وَوَقَاهُمْ » . وقيل : آمنين{[50480]} . فهذا إنما يظهر{[50481]} على كونه مفعولاً من أجله ، على أن يجوز أن يكون مصدراً ، لأن «يَدْعُونَ » وما بعده من باب التفضُّل ، فهو مصدر ملاقٍ لعامله في المعنى . وجعله أبو البقاء منصوباً بمقدر أي تَفَضَّلْنَا بذلك فضلاً{[50482]} أي تَفَضُّلاً{[50483]} .
احتج أهل السنة بهذه الآية على أن الثواب يحصل من الله ( تعالى ){[50484]} فضلاً وإحساناً وأن كل ما وصل إليه العبد من الخلاص عن النار والفَوْزِ بالجَنَّة ، فإنما يحصل بفضل الله تعالى ، ثم قال : { ذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم } وهذا يدل على أن الفضل أعلى من درجات الثواب المستحق ، لأنه وصفه بكونه فَوْزاً عظيماً ، وأيضاً فإن الملكَ العظيم إذا أعطى الأجير أجرته ، ثم خلع على إنسان آخر ، فإن تلك الخُلْعة أعلى حالاً من إعطاء تلك الأجرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.