تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ۩} (62)

بهذا يختم الله تعالى هذه السورةَ الكريمة ، فاسجدوا لله الذي أنزلَ القرآنَ هدىً للناس ، واعبدوه وحدَه لا اله إلا هو . وهنا موضعُ سجدةٍ واجبة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ۩} (62)

قوله تعالى : " فاسجدوا لله واعبدوا " قيل : المراد به سجود تلاوة القرآن . و . هو قول ابن مسعود . وبه قال أبو حنيفة والشافعي . وقد تقدم أول السورة من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها وسجد معه المشركون . وقيل : إنما سجد معه المشركون لأنهم سمعوا أصوات الشياطين في أثناء قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قوله : " أفرأيتم اللات والعزى . ومناة الثالثة الأخرى " [ النجم : 19 ] وأنه قال : تلك الغرانيق العلا وشفاعتهن ترتجى . كذا في رواية سعيد بن جبير : ترتجى . وفي رواية أبي العالية وشفاعتهن ترتضى ، ومثلهن لا ينسى . ففرح المشركون وظنوا أنه من قول محمد صلى الله عليه وسلم على ما تقدم بيانه في " الحج{[14443]} " . فلما بلغ الخبر بالحبشة من كان بها من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجعوا ظنا منهم أن أهل مكة آمنوا ، فكان أهل مكة أشد عليهم وأخذوا في تعذيبهم إلى أن كشف الله عنهم . وقيل : المراد سجود الفرض في الصلاة وهو قول ابن عمر ، كان لا يراها من عزائم السجود . وبه قال مالك . وروى أبي بن كعب رضي الله عنه : كان آخر فعل النبي صلى الله عليه وسلم ترك السجود في المفصل . والأول أصح وقد مضى القول فيه آخر " الأعراف{[14444]} " مبينا والحمد لله رب العالمين .


[14443]:هذه الأخبار من المفتريات على المعصوم سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، ولا يمكن أن ينطبق بما هو نقيض القرآن، ولا يمكن أن ينطق على لسانه الشيطان. وكل ما كان من هذا المعنى فهو باطل وضعته الملاحدة للدخول به إلى الطعن في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو في الوحي أو في القرآن وهو الذي لا ينطق عن الهوى. راجع ما كتبه المصنف عن هذا الحديث في جـ 12 ص 80.
[14444]:راجع 7 ص 357.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ۩} (62)

{ فاسجدوا لله واعبدوا } هذا موضع سجدة عند الشافعي وغيره ، وقد قال ابن مسعود : قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد وسجد كل من كان معه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ۩} (62)

ولما حث على السمود ، فسره مسبباً عن الاستفهام ومدخوله قوله : { فاسجدوا } أي اخضعوا خضوعاً كثيراً بالسجود الذي في الصلاة { لله } أي الملك الأعظم { واعبدوا * } أي بكل أنواع العبادة فإنه { ما ضل صاحبكم } عن الأمر بذلك { وما غوى } قال الرازي في اللوامع : قال الإمام محمد بن علي الترمذي : تعبدنا ربنا مخلصين أن نكون له كالعبيد وأن يكون لعبيده كما هو لهم - انتهى ، ولو كان السمود بمعنى اللهو كان الأنسب تقديمه على { تبكون } - والله أعلم ، وقد ظهر أن آخرها نتيجة أولها ، ومفصلها ثمرة موصلها - والله الهادي .