تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ۩} (62)

33

فاسجدوا لله : الذي خلقكم .

واعبدوا : اعبدوه دون الآلهة المزعومة كالأصنام وأقيموا وظائف العبادة .

{ فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا } .

إنها لصيحة مدوية مزلزلة ، لكل مُعرض لاهٍ متكبر ، أي اسجدوا لله وحده ، واعبدوه مخلصين له الدين ، فهو سبحانه أهل للعبادة والطاعة ، والسجود والخضوع لأمره ، ولا تسجدوا للأصنام ولا للأوثان ، فالكون كله خاضع لأمره .

وقد ورد في الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد عند تلاوة هذه الآية ، وسجد معه المسلمون ، والمشركون والجن والإنس ، لقد سجد المسلمون امتثالا لأمر الله واقتداء برسول الله ، وسجد الباقون تعظيما لهذا الكتاب ، وتأثرا به ، وخضوعا لعظمته ، واهتزازا لعاطفة حرّكها القرآن في هذه الآيات المتلاحقة ، القصيرة المتوالية ، التي لا يملك قلب حي ، أو عاطفة سليمة ، أو وجدان يقظ إلا أن ينحني ويسجد ، مأخوذا مبهورا بكتاب الله تعالى .

ختام السورة:

***

في أعقاب تفسير سورة النجم

ضميمتان

الضميمة الأولى : قصة الغرانيق .

الضميمة الثانية : في معنى قوله تعالى : وأن ليس للإنسان إلا ما سعى . ( النجم : 39 ) .

الضميمة الأولى : قصة الغرانيق

ذكر بعض المفسرين قصة الغرانيق ، وملخصها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم ، فلما بلغ قوله تعالى : { أفرأيتم اللات والعزى*ومناة الثالثة الأخرى } . ( النجم : 19-20 ) . ألقى الشيطان على لسانه : تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى .

وقد قال الإمام ابن كثير عند حديثه عن هذه القصة ، إنّها من روايات وطرق كلها مرسلة ، ولم أرها مسندة من وجه صحيح .

تأمُّل

القرآن من عند الله ، وقد تكفل الله سبحاه وتعالى بحفظه ، وقال سبحانه : { إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون } . ( الحجر : 9 ) .

كما تكفل الله بحفظ رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال تعالى : { واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ . . . } ( المائدة : 67 ) .

وقال عن الوحي : { وما تنزّلت به الشياطين*وما ينبغي لهم وما يستطيعون } . ( الشعراء : 210-211 ) .

وقال سبحانه في مطلع سورة النجم : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } . ( النجم : 3-4 ) .

والسورة كلها في تأكيد معنى الألوهية ، ووحدانية الخالق الواحد ، قال تعالى : { وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى } . ( النجم : 42-47 ) .

كل ذلك يؤكد أن روح القرآن دعوة إلى التوحيد ، والتنديد بالأصنام ، وسورة النجم كلها في تأكيد الوحدانية ، ونفي الشفاعة : { إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } . ( النجم : 26 ) .

والقرآن كله ليس فيه أي تعظيم للأصنام ، بل هو حملة شعواء على عبادة الأصنام ، وبيان أنها لا تنفع ولا تضرّ ، ولا تسمع ولا تجيب ، وقد استحث القرآن العقل والفكر واللُّب والفؤاد ، على التأمل في أن الكون البديع لابد له من خالق ، وأن هذه الأصنام لم تخلق شيئا فلا يصح أن تُعبد .

رواية ابن أبي حاتم

ورواية ابن أبي حاتم أكثر الروايات في الموضوع تفصيلا ، وأقلها إغراقا في الخرافة والافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وموضع الشاهد فيها أن الكفار قد اشتدت عليهم حملة القرآن على أصنامهم ، ورغبوا في أن يذكر القرآن آلهتهم بخير ، فلما أنزل الله سورة النجم قال : { أفرأيتم اللات والعزّى*ومناة الثالثة الأخرى } . ألقى الشيطان عندها كلمات فقال : { وإنهنّ لهن الغرانيق العُلى ، وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى ) ، وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته ، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة ، وزلَّت بها ألسنتهم ، وتباشروا بها ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر سورة النجم سجد ، وسجد معه كل من حضره ، من مسلم أو مشرك ، المسلمون سجدوا طاعة لربهم ، والمشركون سجدوا لما ألقى الشيطان في أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحدثهم به الشيطان ، فسجدوا لتعظيم آلهتهم ، وقد نسخ الله ما ألقى الشيطان ، واحكم الله آياته ، وحفظها من الفرية .

قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } . ( الحج : 52 ) .

من المنتخب في تفسير القرآن

ومعنى هذه الآية : لا تحزن أيها النبي من محاولات هؤلاء الكفار ، فقد جرت الحوادث من قبلك ، مع كل رسول من رسلنا ، ونبي من أنبيائنا ، أنه كلما قرأ عليهم شيئا يدعوهم به إلى الحق ، تصدّى له شياطين الإنس المتمردون لإبطال دعوته ، وتشكيك الناس فيما يتلوه عليهم ، لكي يحولوا بين النبي وبين أمنيته في إجابة دعوته ، فيزيل الله ما يدبرون ، ثم تكون الغلبة في النهاية للحق ، حيث يثبّت الله شريعته وينصر رسوله ، وهو عليم بأحوال الناس ومكائدهم ، حكيم في أفعاله ، يضع كل شيء في موضعه .

وقال تعالى : { لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } . ( الحج : 53 )

وجاء في المنتخب في تفسيرها ما يأتي :

وإنما مكن الله المتمردين على الحق من إلقاء الشُّبه والعراقيل في سبيل الدعوة ، ليكون في ذلك امتحان واختبار للناس ، فالكفار الذين تحجرت قلوبهم ، والمنافقون ومرضى القلوب يزدادون ضلالا بترويج هذه الشّبه ومناصرتها ، ولا عجب في أن يقف هؤلاء الظالمون هذا الموقف ، فإنهم لجّوا في الضلال ، وأوغلوا في العناد والشقاق .

وقال سبحانه : { وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } . ( الحج : 54 ) .

وجاء في المنتخب في تفسير القرآن ما يأتي :

وليزداد الذين أوتوا علم الشرع والإيمان به إيمانا ، وعلما بأنّ ما يقوله الرّسل والأنبياء إنما هو الحق المنزل من عند الله ، وأن الله ليتولى المؤمنين دائما بعنايته في المشاكل التي تمرّ بهم ، فيهديهم إلى معرفة الطريق المستقيم فيتبعونه . أ . ه .

وقد مرّ تفسير هذه الآيات تفصيلا في سورة الحج ، ورغبتُ أن أضع موجزا لمعناها هنا لما يأتي :

1- الآيات التي استشهدوا بها في سورة الحج لا تؤيد ما ذهبت إليه هذه الروايات العليلة ، التي لم ترد مسندة من وجه صحيح .

2- أن من شرط قبول الحديث أو الأثر ، ألا يعارض ما ورد في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة .

3- أن دين الله الحق يرفض أي رواية فيها مدح للأصنام أو الأوثان ، فهذا يعارض ما علم من الدين بالضرورة ، وهو أن الكون كله لله ، والكمال كله لله ، وأن الأصنام عبادتها ضلال ، وشفاعتها مرفوضة لا ترتجى أبدا .

4- لكل هذا نرفض جميع الروايات التي تفيد أن المشركين سجدوا عندما مدح القرآن آلهتهم ، أو عندما سمعوا مدحها على لسان الشيطان .

5- السورة كلها – سورة النجم – نسيج واحد ، رائع في التوحيد الخالص ، لا يحتمل التضارب أو مدح الأصنام .

6- سجود المشركين تمَّ للروعة الفائقة والقوة الباهرة للآيات الكريمة ، وللرهبة التي تشمل كل القلوب ، فسجد المؤمنون ، وسجد المشركون ، وسجد الإنس والجن ، كما ورد في صحيح البخاري .

أخرج البخاري ، عن ابن عباس قال : سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم ، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنسxviii .

معنى الغرانيق

لم يرد مدح آلهة المشركين بهذا الاسم في نظمهم ولا في خطبهم ، ولم يكن هذا الوصف جاريا على ألسنتهم ، وإنما ورد الغرنوق والغرانيق على أنه اسم لطائر مائي أسود أو أبيض ، والشاب الأبيض الجميل ، ولا شيء من ذلك يلائم معنى الآلهة أو وصفها عند العرب ، كما ذكر ذلك الأستاذ الشيخ محمد عبده في ردّه على موضوع الغرانيق .

كتاب ( حياة محمد صلى الله عليه وسلم ) لمحمد حسين هيكل

ذكر الأستاذ محمد حسين هيكل قصة الغرانيق في كتابه ( حياة محمد ) ، وبين أنها قصة مكذوبة ، لا أصل لها على الإطلاق ، لما يأتي :

( أ‌ ) النبي صلى الله عليه وسلم منذ طفولته وشبابه لم يجرَّب عليه الكذب ، حتى سمي الأمين ولما يبلغ خمسة وعشرين عاما من عمره ، وهذا الصادق الأمين مستحيل أن يقول على الله ما لم يقله " فما كان ليترك الكذب على الناس ويكذب على الله " .

( ب‌ ) قصة الغرانيق وردت بروايات متعددة في بعض كتب الحديث ، وبعض كتب التفسير ، وهذا التعدد في الروايات يدل على أن الحديث موضوع ، وأنه من وضع الزنادقة كما قال ابن إسحاق ، وأن الغرض منه التشكيك في صدق تبليغ محمد صلى الله عليه وسلم رسالات ربه .

( ت‌ ) استند بعض المستشرقين – ومنهم سير وليم موير – إلى الروايات العليلة التي وردت في بعض كتب السيرة ، وكتب التفسير ، وجعلها حجة يراها قاطعة بصحة حديث الغرانيق ، وقد قال ابن إسحاق حين سئل عنه : إنه من وضع الزنادقة ، وهو حديث ظاهر التهافت ينقضه قليل من التمحيص ، لأنه ينقض ما لكل نبي من العصمة في تبليغ رسالات ربه . 1ه .

وقد قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } . ( المائدة : 27 )

*** ***

الضميمة الثانية

في معنى قوله تعالى : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } . ( النجم : 39 )

قال ابن كثير في تفسيرها ما يأتي :

أي : كما لا يحمل عليه وزر غيره ، كذلك لا يحصل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه ، ومن هذه الآية الكريمة استنبط الشافعي رحمه الله ، أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى ، لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم ، ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثّهم عليه ، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه ، فأما الدعاء والصدقة فمجمع على وصولهما ومنصوص من الشارع عليهما .

وأما الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : ولد صالح يدعو له ، أو صدقة جارية من بعده ، أو علم ينتفع به " xix ، فهذه الثلاثة في الحقيقة هي من سعيه وكدّه وعمله ، كما جاء في الحديث " إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه ، وإن ولده من كسبه " .

والصدقة الجارية كالوقف ونحوه ، هي من آثار عمله ووقفه ، وقد قال تعالى : { إنّا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم . . . }( يس : 12 ) . والعلم الذي نشره في الناس فاقتدى به الناس بعده ، هو أيضا من سعيه وعمله ، وثبت في الصحيح : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيء " xx .

من التفسير المنير

والمعتمد في المذاهب الأربعة أن ثواب القراءة يصل إلى الأموات ، لأنه هبة ودعاء بالقرآن الذي تتنزل الرحمات عند تلاوته ، وقد ثبت في السنة النبوية وصول الدعاء والصدقة للميت ، وذلك مجمع عليهxxi .

من تفسير ابن جرير الطبري

{ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } . ( النجم : 39 )

يقول جل ثناؤه : أو لم ينبأ أنه لا يجازى عامل إلا بعمله ، خيرا كان ذلك أو شرا .

قال ابن زيد في قوله تعالى : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } . وقرأ { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى } . ( الليل : 4 ) .

قال : أعمالكم .

وذكر عن ابن عباس أنه قال : هذه الآية منسوخة ، نسخها قوله تعالى : { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ . . . } ( الطور : 21 )

فأدخل الله الأبناء الجنة بصلاح الآباءxxii . 1ه .

خلاصة الآراء

في قوله تعالى : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } .

استنبط الشافعي رحمه الله أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى ، لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم .

وذهبت طائفة من الأئمة إلى انتفاع الإنسان بعمله ، وبما سعى له به غيره ، تفضّلا من الله ورحمة بهذه الأمة ، وأن الآية الكريمة : وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى . قد تكون من قبيل العام الذي قد خُصص بأمور كثيرة ، وقد تكون مخصوصة بقوم إبراهيم وقوم موسى لأنها حكاية عما في صحفهما .

من تفسير القرطبي

رُوي عن عائشة رضي الله عنها ، أنها اعتكفت عن أخيها عبد الرحمن ، وأعتقت عنه .

ورُوي أن سعد بن عبادة قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أمي توفيت أفأتصدق عنها ؟ قال : " نعم " ، قال : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : " سقي الماء " .

وقيل : إن الله عز وجل إنما قال : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } . ولام الخفض معناها في العربية الملك والإيجاب ، فلم يجب للإنسان إلا ما سعى ، فإذا تصدق عنه غيره فليس يجب له شيء ، إلا أن الله يتفضل عليه بما لا يجب له ، كما يتفضل على الأطفال بإدخالهم الجنة بغير عمل .

وقال الربيع بن أنس :

{ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } . يعني : الكافر ، وأما المؤمن فله ما سعى وما سعى له غيره .

قلتُ : وكثير من الأحاديث يدل على هذا القول ، وأن المؤمن يصل إليه ثواب العمل الصالح من غيرهxxiii .

من تفسير الفتوحات الإلهية

قال الشيخ سليمان بن عمر العجيلي الشافعي ، الشهير بالجمل ، المتوفى سنة 1204 هxxiv :

من تأمل النصوص وجد من انتفاع الإنسان بما لم يعمله ، ما لا يكاد يحصى ، فلا يجوز أن تؤول الآية على خلاف الكتاب والسنة وإجماع الأمة ، فالظاهر أن الآية عامة قد خُصصت بأمور كثيرة ، انتهى نقلا عن الكرخي .

وقيل : إن قوله تعالى : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } . هو من باب العدل ، وأما من باب الفضل فجائز أن يزيده الله ما يشاء من فضله وكرمه . أه .

وقال عكرمة : إن ذلك لقومي موسى وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام ، وأما هذه الأمة فلهم ما سعوا وما سعى لهم غيرهم ، لما روي أن امرأة رفعت صبيّا لها ، وقالت : يا رسول الله ، ألهذا حجّ ؟ فقال : " نعم ، ولك أجر " .

وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : " إن أمتي افتلتت نفسها ، فهل لها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال : " نعم " xxv .

21 دليلا لابن تيمية

نقل صاحب الفتوحات الإلهية ، الشهير بالجمل ، عن ابن تيمية 21 دليلا مؤيدا ، حيث قال :

قال الشيخ تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية : من اعتقد أن الإنسان لا ينتفع إلا بعمله فقد خرق الإجماع . وذلك باطل من وجوه كثيرة :

أحدها : أن الإنسان ينتفع بدعاء غيره ، وهو انتفاع بعمل الغير .

ثانيها : أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لأهل الموقف في الحساب ، ثم لأهل الجنة في دخولها .

ثالثها : أنه صلى الله عليه وسلم يشفع لأهل الكبائر في الخروج من النار ، وهذا انتفاع بسعي الغير .

رابعها : أن الملائكة يستغفرون ويدعون لمن في الأرض ، وذلك منفعة بعمل الغير .

خامسها : أن الله تعالى يُخرج من النار من لم يعمل خيرا قط – أي من المؤمنين – بمحض رحمته ، وهذا انتفاع بغير عملهم .

سادسها : أن أولاد المؤمنين يدخلون الجنة بعمل آبائهم ، وذلك انتفاع بمحض عمل الغير .

سابعها : قال الله تعالى في قصة الغلامين اليتيمين : { وكان أبوهما صالحا . . . } ( الكهف : 82 ) . فانتفعا بصلاح أبيهما ، وليس ذلك من سعيهما .

ثامنها : أن الميت ينتفع بالصدقة عنه ، وبالعتق ، بنص السنة والإجماع ، وهو من عمل الغير .

تاسعها : أن الحج المفروض يسقط عن الميت بحج وليّه ، بنص السنة ، وهو انتفاع بعمل الغير .

عاشرها : أن الحج المنذور أو الصوم المنذور يسقط عن الميت بعمل غيره ، وهو انتفاع بعمل الغير .

حادي عشرها : المدين قد امتنع صلى الله عليه وسلم من الصلاة عليه حتى قضى دينه أبو قتادة ، وقضى دين الآخر علي بن أبي طالب ، وانتفع بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو من عمل الغير .

ثاني عشرها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن صلى وحده : " ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه " ، فقد حصل له فضل الجماعة بفعل الغير .

ثالث عشرها : أن الإنسان تبرأ ذمته من ديون الغير إذا قضاها عنه قاض ، وذلك انتفاع بعمل الغير .

رابع عشرها : أن من عليه تبعات ومظالم ، إذا حلل منها سقطت عنه ، وهذا انتفاع بعمل الغير .

خامس عشرها : أن الجار الصالح ينفع في المحيى وفي الممات كما جاء في الأثر ، وهذا انتفاع بعمل الغير .

سادس عشرها : أن جليس أهل الذكر يرحم بهم ، وهو لم يكن معهم ، ولم يجلس لذلك بل لحاجة عرضت له ، والأعمال بالنيات ، فقد انتفع بعمل غيره .

سابع عشرها : الصلاة على الميت والدعاء له في الصلاة ، انتفاع للميت بصلاة الحي عليه ، وهو عمل غيره .

ثامن عشرها : أن الجمعة تحصل باجتماع العدد ، وكذا الجماعة بكثرة العدد ، وهو انتفاع للبعض بالبعض .

تاسع عشرها : أن الله تعالى قال لنبيه : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم . . . ( الأنفال : 33 ) . وقال تعالى : { ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات } . . . ( الفتح : 25 ) . فقد رفع الله تعالى العذاب عن بعض الناس بسبب بعض ، وذلك انتفاع بعمل الغير .

العشرون : أن صدقة الفطر تجب على الصغير وغيره ممن يمونه الرجل ، فإنه ينتفع بذلك من يخرج عنه ، ولا سعي له فيها .

الحادي والعشرون : أن الزكاة تجب في مال الصبي والمجنون ، ويثاب على ذلك ولا سعي له .

ومن تأمل العلم وجد من انتفاع الإنسان بما لم يعمله ما لا يكاد يحصى ، فكيف يجوز أن نتأول الآية الكريمة على خلاف صريح الكتاب والسنة وإجماع الأمةxxvi

كلمة ختامية

هناك أمور تتعلق بفضل الله تعالى وسعة رحمته ، وعظيم تفضُّله على عباده ، ومنها شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته ، ومنها مضاعفة الحسنة إلى ألفي ضعف ، ومنها التوبة النصوح ، ومنها التوفيق وحسن الختام ، ومنها أن الله تعالى يُصلح بين العبيد يوم القيامة ، ويرضِّي الخصماء مع بعض خصمائهم .

وفي القرآن الكريم : { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } ( البقرة : 261 ) .

فلا يجوز أن نحكّم عقلنا القاصر في شئون الآخرة ، أو في نص صحيح مقبول شرعا ونقلا ، بل نحني رؤوسنا ونفوض الأمور إلى الله ، فهو يرزق من يشاء بغير حساب ، وليست هناك آلة حاسبة آلية لتوزيع الناس وحساباتهم يوم القيامة ، فله أفضال على من يشاء ، وللرسول صلى الله عليه وسلم شفاعة يوم القيامة ، بحساب ونظام كما ذكر في الصحيح ، لكن ذلك لا ينفي أن الجزاء من جنس العمل ، وهذا هو العدل ، وفوق ذلك هناك فضل يستحقه من يشاء الله له ذلك ، بمقياس ربنا الحكيم ، العليم بذات الصدور ، ومن ذلك زيادة الأضعاف ، وزيادة الحسنة الواحدة عشرا إلى سبعمائة ضعف إلى ألف ألف حسنةxxvii .

قال القرطبي في تفسيره :

ويحتمل أن يكون قوله تعالى : { وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } . خاصا في السيئة ، بدليل ما في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله عز وجل : إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة ، فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف ، وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه ، فإن عملها كتبتها سيئة واحدة " xxviii

والله أعلم ، وهو سبحانه ولي التوفيق .

***

خلاصة ما تضمنته سورة النجم

1- إنزال الوحي من الله على رسوله صلى الله عليه وسلم .

2- إن الذي عمله إياه هو جبريل شديد القوى .

3- قرب الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه .

4- إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل على صورته الحقيقية مرتين .

5- تقريع المشركين على عبادتهم الأصنام .

6- توبيخهم على جعل الملائكة إناثا ، وتسميتهم إياهم بنات الله .

7- مجازاة كل من المحسن والمسيء بعمله .

8- إحاطة علمه تعالى بما في السماوات والأرض .

9- النهي عن تزكية المرء نفسه .

10- الوصايا التي جاءت في صحف إبراهيم وموسى .

11- التعجيب من استهزاء المشركين بالقرآن حين سماعه ، وغفلتهم عن مواعظه .

12- أمر الناس بالخضوع لله ، والإخلاص له في العملxxix .

***

وكان الفراغ من تفسير سورة ( النجم ) مساء الثلاثاء 19 من رجب 1421ه ، الموافق 17/10/2000م . والحمد لله رب العالمين .

i إن الله كتب على ابن آدم حظه :

رواه البخاري في الاستئذان ( 6243 ) ، وفي القدر ( 6612 ) ، ومسلم في القدر ( 2657 ) ، وأبو داود في النكاح ( 2152 ) ، وأحمد ( 27023 ، 27437 ، 7662 ) ، من حديث أبي هريرة .

ii ينزل الله إلى سماء الدنيا :

رواه البخاري في الجمعة ( 1145 ) ، وفي الدعوات ( 6321 ) ، وفي التوحيد ( 7494 ) ، ومسلم في صلاة المسافرين ( 758 ) ، ومالك في الموطأ كتاب النداء إلى الصلاة ( 496 ) ، وأبو داود في الصلاة ( 1315 ) وفي السنة ( 4733 ) ، والترمذي في الصلاة ( 446 ) ، وفي الدعوات ( 3498 ) ، والدارمي في الصلاة ( 1478 ، 1479 ، 1484 ) ، وابن ماجة في إقامة الصلاة ( 1366 ) ، وأحمد ( 7457 ، 7538 ، 7567 ، 3733 ، 7851 ، 9940 ، 10166 ، 10377 ، 10902 ، 11482 ، 27620 ) من حديث أبي هريرة ، ورواه الدارمي في الصلاة ( 1480 ) ، وأحمد ( 16303 ، 16305 ) من حديث جبير بن مطعم . ورواه أحمد ( 15782 ، 15785 ) من حديث رفاعة الجهني . ورواه أحمد ( 3664 ، 3811 ، 4256 ) من حديث ابن مسعود . ورواه الدارمي في الصلاة ( 1483 ) من حديث علي .

iii قرأ والنجم فسجد بها وسجد من معه :

رواه البخاري في المغازي ( 3972 ) من حديث عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ والنجم فسجد بها وسجد من معه غير أن شيخا أخذ كفا من تراب فرفعه إلى جبهته فقال : يكفيني هذا ، قال عبد الله : فلقد رأيته بعد قتل كافرا .

iv ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد :

رواه البخاري في بدء الوحي ( 2 ) عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليّ فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال ، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول " ، قالت عائشة رضي الله عنها : ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا .

v لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى :

رواه مسلم في الإيمان ( 173 ) من حديث عبد الله قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها قال : { إذ يغشى السدرة ما يغشى } قال : فراش من ذهب ، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا : أعطى الصلوات ، وأعطى خواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا

vi ورفعت لي سدرة المنتهى :

رواه البخاري في بدء الخلق ( 3207 ) ومسلم في الإيمان ( 162 ) من حديث أنس بن مالك وفيه : " . . ورفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها كأنه قلال هجر وورقها كأنه آذان الفيول ، في أصلها أربعة أنهار : نهران باطنان ، ونهران ظاهران ، فسألت جبريل ، فقال : أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات . . . " الحديث .

vii اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي :

ذكره الهيثمي في المجمع ( 6/38 ) وقال : رواه الطبراني ، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة ، وبقية رجاله ثقات .

viii ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله :

رواه البخاري في التوحيد ( 7517 ) من حديث أنس بن مالك أنه ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحي إليه وهو نائم في المسجد الحرام . . . الحديث . وفيه : ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله ، حتى جاء سدرة المنتهى ودنا للجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى الله إليه خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة . . الحديث .

ix رأيت نورا :

رواه مسلم في الإيمان ( 178 ) من حديث عبد الله بن شقيق قال : قلت لأبي ذر : لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته ، فقال : عن أي شيء كنت تسأله ؟ قال : كنت أسأله : هل رأيت ربك ؟ قال أبو ذر : قد سألت ؛ فقال : " رأيت نورا " .

x الله مولانا ولا مولى لكم :

رواه البخاري في المغازي ( 4043 ) من حديث البراء رضي الله عنه قال : لقينا المشركين يومئذ وأجلس النبي صلى الله عليه وسلم جيشا من الرماة وأمر عليهم عبد الله ، وقال : " لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا " ، فلما لقينا هربوا حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل رفع عن سوقهن قد بدت خلاخلهن ، فأخذوا يقولون : الغنيمة الغنيمة ، فقال عبد الله : عهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ألا تبرحوا فأبوا فلما أبوا صرف وجوههم فأصيب سبعون قتيلا وأشرف أبو سفيان فقال : أفي القوم محمد ؟ فقال : " لا تجيبوه " فقال : أفي القوم ابن أبي قحافة ؟ قال : " لا تجيبوه " فقال : أفي القوم ابن الخطاب ؟ فقال : إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا ، فلم يملك عمر نفسه فقال : كذبت يا عدو الله أبقي عليك ما يخزيك ، قال أبو سفيان : اعل هبل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أجيبوه " قالوا : ما نقول ؟ قال : " قولوا الله أعلى وأجل " . قال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أجيبوه " قالوا : ما نقول ؟ قال : " قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم " . قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال ، وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني " .

xi انظر مختصر تفسير ابن كثير ، تحقيق محمد علي الصابوني ، المجلد الثالث ص401 .

xii إن الله كتب على ابن آدم حظه :

رواه البخاري في الاستئذان ( 6243 ) ، وفي القدر ( 6612 ) ، ومسلم في القدر ( 2657 ) ، وأبو داود في النكاح ( 2152 ) ، وأحمد ( 7662 ، 27437 ، 27023 ) ، من حديث أبي هريرة .

xiii مختصر تفسير ابن كثير ، تحقيق محمد علي الصابوني ، المجلد الثالث ص 403 .

xiv ويلك قطعت عنق صاحبك ، قطعت عنق صاحبك :

رواه البخاري في الشهادات ( 2662 ) وفي الأدب ( 6061 ، 6162 ) ومسلم في الزهد ( 3000 ) وأبو داود في الأدب ( 4805 ) وابن ماجة في الأدب ( 3744 ) وأحمد في مسنده ( 19909 ، 27539 ) من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال : أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ويلك قطعت عنق صاحبك ، قطعت عنق صاحبك " مرارا ، ثم قال : " من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل : أحسب فلانا والله حسيبه ، ولا أزكي على الله أحدا ، أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه " .

xv تفكروا في مخلوقات الله ، ولا تتفكروا في ذات الله :

هكذا ذكره ابن كثير في تفسيره ونسبه لأصحاب السنن ، إلا أنه لم يرد في أي من كتب السنن ، ولعله وهم منه رحمه الله .

xvi إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلقك :

رواه أحمد ( 25671 ) من حديث عائشة ، وذكره السيوطي في " الصغير " ( 2030 ) ونسبه لابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان عن عائشة . وقال : حسن . وقال العراقي في تخريج الإحياء : أخرجه أحمد والبزار وأبو يعلى في مسانيدهم ورجاله ثقات وهو متفق عليه من حديث أبي هريرة . أما الذي أشار إليه العراقي فرواه البخاري في بدء الخلق ( 3276 ) ، ومسلم في الإيمان ( 134 ) ، وأبو داود في السنة ( 4721 ) ورواه مسلم في الإيمان ( 136 ) عن مختار بن فلفل عن أنس ابن مالك مرفوعا : " قال الله عز وجل : إن أمتك لا يزالون يقولون : ما كذا ما كذا ، حتى يقولوا : هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله " .

xvii بعثت أنا والساعة كهاتين :

رواه البخاري في الرقاق ( 6504 ) ومسلم في الفتن ( 2951 ) من حديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين " ، قال : وضم السبابة والوسطى .

xviii سجد بالنجم وسجد معه المسلمون :

رواه البخاري في الجمعة ( 1071 ) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم ، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس .

xix إذا مات ابن آدم انقطع عمله :

رواه مسلم في الوصية ( 3084 ) والترمذي في الأحكام ( 1297 ) ، والنسائي في الوصايا ( 3591 ) ، وابن ماجة في المقدمة ( 238 ) ، وأحمد ( 2489 ) ، والدارمي في المقدمة ( 558 ) ، وهو بلفظ : " إذا مات الإنسان . . . " الحديث . وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .

xx مختصر تفسير ابن كثير ، تحقيق محمد علي الصابوني ، المجلد الثالث ص 404 .

xxi التفسير المنير أ . د . وهبة الزحيلي 129/27 دار الفكر المعاصر ، بيروت لبنان .

xxii جامع البيان في تفسير القرآن للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 هجرية ، الجزء 27 ص 44 .

xxiii تفسير القرطبي ، المجلد 7 ص 6471 ، دار الغد العربي ، العباسية –القاهرة .

xxiv حاشية الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية ، الشهير بتفسير الجمل ، الجزء الرابع ص 236 وما بعدها ، باختصار وانتقاء .

xxv إن أمي افتلتت نفسها :

رواه البخاري في الجنائز ( 1388 ) من حديث عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال : " نعم " .

xxvi الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية ، الشهير بتفسير الجمل ، الجزء الرابع ص 237 ، طبع بمطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر ، وانظر التفسير الوسيط للدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ، المجلد 14 ص 106 .

xxvii تفسير القرطبي ، مجلد 7 ص 6471 .

xxviii إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها :

رواه البخاري في التوحيد ( 7501 ) ومسلم في الإيمان ( 128 ، 130 ) وأحمد في مسنده ( 7155 ) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله : إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها ، فإن عملها فاكتبوها بمثلها ، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة ، وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف " .

xxix انظر تفسير المراغي بتعديل واختصار .