فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ۩} (62)

{ فاسجدوا لله } لما وبخ سبحانه المشركين على الاستهزاء بالقرآن والضحك منه والسخرية ، وعدم الانتفاع بمواعظه وزواجره ، أمر عباده المؤمنين بالسجود لله ، والعبادة له ، أي إذا كان الأمر كذلك فاسجدوا لله { واعبدوا } فإنه المستحق لذلك منكم ، وهو من عطف العام على الخاص ، أي ولا تسجدوا للأصنام ، ولا تعبدوها ، وهذا مأخوذ من لام الاختصاص ، ومن السياق ، وقد تقدم في فاتحة السورة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد عن تلاوته هذه الآية ، وسجد معه الكفار فيكون المراد بها سجود التلاوة ، وقيل سجود الفرض .