تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{تَدۡعُواْ مَنۡ أَدۡبَرَ وَتَوَلَّىٰ} (17)

إنها تنادي أولئك المجرمين الذين تولَّوا عن الدعوة في الدنيا ، وأعرضوا عن الحق .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{تَدۡعُواْ مَنۡ أَدۡبَرَ وَتَوَلَّىٰ} (17)

{ تَدْعُوا } إليها{[1231]} { مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وجمع فأوعى } أي : أدبر عن اتباع الحق وأعرض عنه ، فليس له فيه غرض .


[1231]:- في ب: تدعو إلى نفسها.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{تَدۡعُواْ مَنۡ أَدۡبَرَ وَتَوَلَّىٰ} (17)

" تدعو من أدبر وتولى " أي تدعو لظى من أدبر في الدنيا عن طاعة الله وتولى عن الإيمان . ودعاؤها أن تقول : إلي يا مشرك ، إلي يا كافر . وقال ابن عباس : تدعو الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح : إلي يا كافر ، إلي يا منافق ، ثم تلتقطهم كما يلتقط الطير الحب . وقال ثعلب : " تدعو " أي تهلك . تقول العرب : دعاك الله ، أي أهلكك الله . وقال الخليل : إنه ليس كالدعاء " تعالوا " ولكن دعوتها إياهم تمكنها من تعذيبهم . وقيل : الداعي خزنة جهنم ، أضيف دعاؤهم إليها . وقيل : هو ضرب مثل ، أي إن مصير من أدبر وتولى إليها ، فكأنها الداعية لهم . ومثله قول الشاعر :

ولقد هبطنا الوَادِيَيْنِ فواديا *** يدعو الأنيس به العضيض{[15357]} الأبكَمُ

العضيض الأبكم : الذباب . وهو لا يدعو وإنما طنينه نبه عليه فدعا إليه .

قلت : القول الأول هو الحقيقة ، حسب ما تقدم بيانه بآي القرآن والأخبار الصحيحة . القشيري : ودعاء لظى بخلق الحياة فيها حين تدعو ، وخوارق العادة غدا كثيرة .


[15357]:وردت الكلمة في نسخ الأصل مضطربة؛ ففي ح، ط: "العضيض" بالعين المهملة والضاد المعجمة. وفي ل: "الفصيص" بالفاء والصاد المهملة وفي ز: "الفضيض" بالفاء والضاد، وفي هـ: "العصيص" بالعين والصاد المهملتين. ولم نهتد إلى المعنى الذي ذكره لواحد من هذه الكلمات في كتب اللغة.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{تَدۡعُواْ مَنۡ أَدۡبَرَ وَتَوَلَّىٰ} (17)

{ تدعو من أدبر وتولى } يعني : الكفار الذين تولوا عن الإسلام ودعاؤها لهم عبارة عن أخذها لهم وقال ابن عباس : تدعوهم حقيقة بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وقيل : معناه : تهلك حكاه الخليل عن العرب .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{تَدۡعُواْ مَنۡ أَدۡبَرَ وَتَوَلَّىٰ} (17)

ولما كان الخلاص غير ممكن من الداعي القادر على{[68346]} الإحضار كنى عن إحضارها إياهم وجذبها لهم بقوله : { تدعوا } ويجوز أن يكون ذلك حقيقة فتقول في الدعاء في{[68347]} نفسها : إليّ يا مشرك إليّ يا منافق ، ونحو ذلك{[68348]} ثم تلتقطهم التقاط الطير للحب { من } أي كل شخص { أدبر } أي {[68349]}من الجن والإنس أي{[68350]} من وقع منه إدبارهما من حقه الإقبال عليه سواء كان ذلك الإدبار عنها أو عن الأعمال التي من شأنها التنجية منها{[68351]} ، ولما كان الإدبار قد يكون عن طبع غالب فيكون صاحبه في عداد من يعذر ، بين أن الأمر ليس كذلك فقال : { وتولى * } أي كلف فطرته الأولى المستقيمة الإعراض عن أسباب النجاة .


[68346]:- من ظ وم، وفي الأصل: إلى.
[68347]:- في م: هذا.
[68348]:- في م: هذا.
[68349]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68350]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68351]:- زيد من ظ وم.