تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَرِيبٗاۖ ذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (15)

ثم بين الله أن هؤلاء قد سبقهم غيرُهم قبلَهم من يهودِ بني قينقاع الذين كانوا حول المدينة وغزاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأجلاهم عنها { ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .

وحالُنا اليومَ مع اليهود مثلُ حالهم في السابق ، فهم في الظاهر أقوياء ، عندهم أسلحة كثيرة وطائرات حديثة وصواريخ ودبابات ، وهذا كله ليس سرَّ قوتهم ، وإنما سرُّ قوتهم خذلانُنا نحن وتفرُّقُ كلمتنا ، ومحاربة بعضنا بعضا . فلو عدنا إلى ديننا وجمعْنا شملنا واتحدنا وأعددنا العدة بقدر ما نستطيع - لهزمنا اليهود ، فإنّ بأسهم بينهم شديد وقلوبهم شتى ، ومجتمعهم متفكك مملوء بالجريمة والفِسق والقذارة التي ليس لها مثيل . فمتى يفيق العربُ من سباتهم ويوحدون صفوفهم ! لو اجتمعت العراق وسوريا والأردن وفلسطين اجتماعا حقيقيا لكفى هذا ، وبإمكانهم وحدهم أن يهزموا اليهود ويستعيدوا أرضهم وكرامتهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَرِيبٗاۖ ذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (15)

وعدم نصر من وعدهم بالمعاونة { كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا } وهم كفار قريش الذين زين لهم الشيطان أعمالهم ، وقال : { لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ [ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ ] } الآية .

فغرتهم أنفسهم ، وغرهم من غرهم ، الذين لم ينفعوهم ، ولم يدفعوا عنهم العذاب ، حتى أتوا " بدرا " بفخرهم وخيلائهم ، ظانين أنهم مدركون برسول الله والمؤمنين أمانيهم .

فنصر الله رسوله والمؤمنين عليهم ، فقتلوا كبارهم وصناديدهم ، وأسروا من أسروا منهم ، وفر من فر ، وذاقوا بذلك وبال أمرهم وعاقبة شركهم وبغيهم ، هذا في الدنيا ، { وَلَهُمْ } في الآخرة عذاب النار .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَرِيبٗاۖ ذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (15)

{ كمثل الذين من قبلهم } أي المشركين يقول هم في تركهم الايمان وغفلتهم عن عذاب الله كالذين من قبلهم { قريبا ذاقوا وبال أمرهم } يعني أهل بدر ذاقوا العذاب بمدة قليلة من قبل ما حل بالنضير من الجلاء والنفي وكان ذلك بعد مرجعه من أحد .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَرِيبٗاۖ ذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (15)

قوله : { كمثل الذين من قبلهم قريبا } كمثل ، جار ومجرور ، في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف ، وتقديره : مثلهم كمثل الذين من قبلهم{[4505]} . والمراد بالذين من قبلهم بنو قينقاع فقد أمكن الله منهم . وقيل : مشركو قريش ، فقد أمكن الله منهم ببدر ، أو غيرهم ممن أذاقهم الله العقاب بسبب كفرهم وعدوانهم على المسلمين . فالله فاعل ببني النضير ما فعله بمن قبلهم من الذين أهلكهم الله . فقد { ذاقوا وبال أمرهم } أي نكّل الله بهم جزاء كفرهم وعصيانهم { ولهم عذاب أليم } أعد الله لهم عذاب النار يصلونها يوم القيامة .


[4505]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 429.