تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

إنا أرسلناك يا محمد شاهداً على أمتك وعلى من قبلَها من الأمم ، ومبشراً الذين آمنوا بحسْن الثواب ، ونذيراً للذين عصَوا بسوء العذاب .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

{ 8-9 } { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }

أي : { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ } أيها الرسول الكريم { شَاهِدًا } لأمتك بما فعلوه من خير وشر ، وشاهدا على المقالات والمسائل ، حقها وباطلها ، وشاهدا لله تعالى بالوحدانية والانفراد بالكمال من كل وجه ، { وَمُبَشِّرًا } من أطاعك وأطاع الله بالثواب الدنيوي والديني والأخروي ، ومنذرا من عصى الله بالعقاب العاجل والآجل ، ومن تمام البشارة والنذارة ، بيان الأعمال والأخلاق التي يبشر بها وينذر ، فهو المبين للخير والشر ، والسعادة والشقاوة ، والحق من الباطل .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

{ إنا أرسلناك شاهدا } على أمتك يوم القيامة { ومبشرا } بالجنة من عمل خيرا { ونذيرا } منذرا بالنار من عمل سوء

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

قوله تعالى : " إنا أرسلناك شاهدا " قال قتادة : على أمتك بالبلاغ . وقيل : شاهدا عليهم بأعمالهم من طاعة أو معصية . وقيل : مبينا لهم ما أرسلناك به إليهم . وقيل : شاهدا عليهم يوم القيامة . فهو شاهد أفعالهم اليوم ، والشهيد عليهم يوم القيامة . وقد مضى في " النساء " عن سعيد بن جبير{[13991]} هذا المعنى مبينا . " ومبشرا " لمن أطاعه بالجنة . " ونذيرا " من النار لمن عصى ، قاله قتادة وغيره . وقد مضى في " البقرة " اشتقاق البشارة والنذارة ومعناهما{[13992]} . وانتصب " شاهدا ومبشرا ونذيرا " على الحال المقدرة . حكى سيبويه : مررت برجل معه صقر صائدا به غدا ، فالمعنى : إنا أرسلناك مقدرين بشهادتك يوم القيامة . وعلى هذا تقول : رأيت عمرا قائما غدا .


[13991]:يلاحظ أن الذي مضى في سورة النساء هو: سعيد بن المسيب. راجع ج 5 ص 197 وما بعدها.
[13992]:راجع ج 1 ص 184، 238 طبعة ثانية أو ثالثة.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

ولما تبين أنه ليس لغيره مدخل في إيجاد النصر ، وكانت السورة من أولها{[60175]} حضرة مخاطبة وإقبال فلم يدع أمر{[60176]} إلى نداء بياء-{[60177]} ولا غيرها . وكان كأنه قيل : فما فائدة الرسالة إلى الناس ؟ أجيب-{[60178]} بقوله تقريراً لما ختم به من صفتي{[60179]} العزة والحكمة . { إنا } بما لنا من العزة والحكمة { أرسلناك } أي{[60180]} بما لنا من العظمة التي هي معنى العزة والحكمة إلى الخلق كافة { شاهداً } على أفعالهم من كفر وإيمان وطاعة وعصيان ، من كان بحضرتك فبنفسك{[60181]} ومن كان بعد موتك أو غائباً عنك فبكتابك ، مع ما أيدناك به من الحفظة من الملائكة .

ولما كانت البشارة محبوبة إلى النفوس رغبهم فيما عنده من الخيرات وحببهم فيه بصوغ{[60182]} اسم الفاعل منها مبالغة فيه فقال تعالى : { ومبشراً } أي لمن أطاع بأنواع البشائر . ولما{[60183]} كانت لنذارة كريهة جداً ، لا يقدم على-{[60184]} إبلاغها إلا-{[60185]} من كمل{[60186]} عرفانه بما فيها من المنافع الموجبة لتجشم مرارة الإقدام على الصدع بها ، أتى بصيغة المبالغة فقال تعالى : { ونذيراً * } .


[60175]:من مد، وفي الأصل و ظ: منها.
[60176]:من مد، وفي الأصل و ظ: منها.
[60177]:من ظ ومد، وفي الأصل: أمرا.
[60178]:زيد من مد.
[60179]:من ظ ومد، وفي الأصل: صفاي.
[60180]:زيد من مد.
[60181]:من ظ ومد، وفي الأصل: فينفناد-كذا مصحفا.
[60182]:من ظ ومد، وفي الأصل: بصريح.
[60183]:من ظ ومد، وفي الأصل: ما.
[60184]:زيد من ظ ومد.
[60185]:من مد، وفي الأصل و ظ: كل.
[60186]:من مد، وفي الأصل و ظ: من الخطاب.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

قوله تعالى : { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا 8 لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقّروه وتسبحوه بكرة وأصيلا 9 إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما } .

ذلك إخبار من الله عن رسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم إذ أرسله الله للعالمين ليدعوهم إلى عقيدة التوحيد وإفراد الله بالإلهية والربوبية وليرشدهم إلى صراط الله المستقيم . إلى دين الإسلام الكامل العظيم . لا جرم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خير الأنام وهادي البشرية إلى النجاة والأمان ، ومستنقذهم من الباطل والتعثر والتخبط في ديجور الظلام . وكفى به صلى الله عليه وسلم أن يشهد له ربه بمثل هذه الحقيقة ، وهو قوله : { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } هذه الأسماء الثلاثة ، شاهدا ومبشرا ونذيرا ، منصوبات على الحال{[4254]} .

يعني : أرسل الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم شاهدا على الأمة يوم القيامة بما فعلته في الدنيا . وقيل : يشهد للعالمين أنه لا إله إلا الله { ومبشرا } أي يبشر المؤمنين المطيعين الذين أخلصوا دينهم لله ، بالجنة والرضوان { نذيرا } يحذر العصاة والناكبين عن صراط الله ، العذاب وسوء المصير .


[4254]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 377.