تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

يوم الفصل : يوم القيامة لأن الله تعالى يفصل فيه بين الناس .

ميقاتا : وقتاً للحساب والجزاء .

بعد أن نبّه الله عبادَه إلى هذه الظواهر الباهرة ، ووجه أنظارهم إلى آياته في هذا الكون العجيب ، أخذ يبيّن ما اختلفوا فيه ونازعوا في إمكان حصوله وهو يومُ الفصل ، ويذكُر لهم بعضَ ما يكون فيه ، تخويفاً لهم من الاستمرار على التكذيب بعد ما وضَحت الأدلةُ واستبانَ الحق .

{ إِنَّ يَوْمَ الفصل كَانَ مِيقَاتاً } إن يوم القيامة هو يومُ الفصلِ بين الخلائق ، وهو ميعاد مقدَّر للبعث .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

{ 17 - 30 } { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا }

ذكر تعالى ما يكون في يوم القيامة الذي يتساءل عنه المكذبون ، ويجحده المعاندون ، أنه يوم عظيم ، وأن الله جعله { مِيقَاتًا } للخلق .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

{ إن يوم الفصل كان ميقاتا } لما وعده الله من الجزاء والثواب

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

قوله تعالى : " إن يوم الفصل كان ميقاتا " أي وقتا ومجمعا وميعادا للأولين والآخرين ، لما وعد الله من الجزاء والثواب . وسمي يوم الفصل لأن الله تعالى يفصل فيه بين خلقه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

ولما{[71108]} ذكر {[71109]}ما دل{[71110]} على غاية القدرة ونهاية الحكمة فدل قطعاً على الوحدانية لأنه لو كان التعدد لم تكن الحكمة ولم تتم القدرة ، فأثمر المحبة لمن اتصف بذلك ، فأنتج للطائع الشوق إلى لقائه والترامي إلى مطالعة كمال نعمائه ، وللعاصي ما هو حقيق به من الخوف من لقائه ليرده ذلك-{[71111]} عن إعراضه وإبائه ، أتبع ما أعلم أنه ما ذكره إلا للدلالة على النبأ العظيم في لقاء العزيز الرحيم ، فقال منتجاً عما مضى من الوعيد وما دل على تمام القدرة مؤكداً لأجل إنكارهم : { إن يوم الفصل } أي-{[71112]} الذي هو النبأ العظيم ، وتقدم الإنذار به في المرسلات وما خلق الخلق إلا لجمعهم{[71113]} فيه وإظهار صفات الكمال ليفصل فيه{[71114]} بين كل ملبس فصلاً لا شبهة فيه ويؤخذ للمظلوم من الظالم { كان } أي في علم الله وحكمته كوناً لا بد منه جعل فيه كالجبلة في ذوي الأرواح { ميقاتاً * } أي حداً يوقت به الدنيا وتنتهي عنده مع ما فيها من الخلائق .


[71108]:زيد في الأصل: كان ما، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71109]:من ظ و م، وفي الأصل: دلالة.
[71110]:من ظ و م، وفي الأصل: دلالة.
[71111]:زيد من ظ و م.
[71112]:زيد من ظ و م.
[71113]:من ظ و م، وفي الأصل: لجميعهم.
[71114]:من م، وفي الأصل و ظ: به.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

قوله تعالى : { إن يوم الفصل كان ميقاتا 17 يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا 18 وفتحت السماء فكانت أبوابا 19 وسيّرت الجبال فكانت سرابا 20 إن جهنم كانت مرصادا 21 للطاغين مآبا 22 لابثين فيها أحقابا 23 لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا 24 إلا حميما وغسّاقا 25 جزاء وفاقا 26 إنهم كانوا لا يرجون حسابا 27 وكذبوا بآياتنا كذابا 28 وكل شيء أحصيانه كتابا 29 فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا } .

ذلك إخبار من الله عن يوم الفصل . وهو اليوم العصيب الذي يفصل الله فيه بين العباد . وذلكم يوم مشهود ومخوف يجمع الله فيه الخلائق طرّا لتواجه الحساب . وفي هذا اليوم الرهيب يرتج الكون كله فيتغير فيه البناء والصورة ويقع فيه من الأحداث الرعيبة ، والأهوال الجسام ما تزيغ منه العقول وتطير لفظاعته القلوب وتذل فيه الجباه والنواصي . ولا منجاة حينئذ للمرء إلا أن تدركه رحمة من الله .

وهذه المعاني العظيمة تتجلى ظاهرة في آيات الله القرآنية المجيدة . الآيات التي تفيض منها روعة التصوير وحلاوة النظم والتعبير . وذلكم الإعجاز . وهو قوله سبحانه : { إن يوم الفصل كان ميقاتا } يعني إن هذا اليوم كان في حكم الله وتقديره حدّا تؤقت به الدنيا ، أو حدّا للخلائق ينتهون إليه أو ميقاتا لما وعد الله من الثواب والعقاب ، أو ميقاتا لاجتماع الخلائق من أجل الفصل أو القضاء بينهم .