تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

فالمورياتِ قَدحا : أورى النارَ أوقَدها ، فالموريات هي الخيلُ حين تُسرع فتضرب الحجارةَ بحوافرها فتقدَحُ النارُ منها . وَقدح النارَ من الزند : أخرجها .

والتي توري النارَ من الحجارة بحوافرِها .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

{ فالموريات } وهي الخيل التي توري النار { قدحا } بحوافرها إذا عدت في الأرض ذات الحجارة بالليل .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

قوله تعالى : { فالموريات قدحا } قال عكرمة وعطاء والضحاك : هي الخيل حين توري النار بحوافرها ، وهي سنابكها ، وروي عن ابن عباس . وعنه أيضا : أورت بحوافرها غبارا . وهذا يخالف سائر ما روي عنه في قدح النار ، وإنما هذا في الإبل . وروى ابن نجيح عن مجاهد { والعاديات ضبحا . فالموريات قدحا } قال : قال ابن عباس : هو في القتال ، وهو في الحج . ابن مسعود : هي الإبل تطأ الحصى ، فتخرج منها النار . وأصل القدح الاستخراج ، ومنه قدحت العين : إذا أخرجت منها الماء الفاسد ، واقتدحت بالزند . واقتدحت المرق : غرفته . وركَّى قدوح : تغترف باليد . والقديح : ما يبقى في أسفل القدر ، فيغرف بجهد . والمقدحة : ما تقدح به النار . والقداحة والقداح : الحجر الذي يوري النار . يقال : ورى الزند ( بالفتح ) يري وريا : إذا خرجت ناره . وفيه لغة أخرى : وري الزند ( بالكسر ) يري فيهما . وقد مضى هذا في سورة " الواقعة " {[16295]} . و " قدحا " انتصب بما انتصب به " ضبحا " . وقيل : هذه الآيات في الخيل ، ولكن إيراءها أن تهيج الحرب بين أصحابها وبين عدوهم . ومنه يقال للحرب إذا التحمت : حمي الوطيس . ومنه قوله تعالى : { كلما أو قدوا نارا للحرب أطفأها الله }{[16296]} [ المائدة : 64 ] . وروي معناه عن ابن عباس أيضا ، وقاله قتادة . وعن ابن عباس أيضا أن المراد بالموريات قدحا : مكر الرجال في الحرب ، وقاله مجاهد وزيد بن أسلم . والعرب تقول إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه : والله لأمكرن بك ، ثم لأورين لك . وعن ابن عباس أيضا : هم الذين يغزون فيورون نيرانهم بالليل ، لحاجتهم وطعامهم . وعنه أيضا : أنها نيران المجاهدين إذا كثرت نارها إرهابا . وكل من قرب من العدو يوقد نيرانا كثيرة ليظنهم العدو كثيرا . فهذا إقسام بذلك . قال محمد بن كعب : هي النار تجمع . وقيل : هي أفكار الرجال توري نار المكر والخديعة . وقال عكرمة : هي ألسنة الرجال توري النار من عظيم ما تتكلم به ، ويظهر بها من إقامة الحجج ، وإقامة الدلائل ، وإيضاح الحق ، وإبطال الباطل . وروى ابن جريح عن بعضهم قال : فالمنجحات أمرا وعملا ، كنجاح الزند إذا أوري .

قلت : هذه الأقوال مجاز ، ومنه قولهم : فلان يوري زناد الضلالة . والأول : الحقيقة ، وأن الخيل من شدة عدوها تقدح النار بحوافرها . قال مقاتل : العرب تسمي تلك النار نار أبي حباحب ، وكان أبو حباحب شيخا من مضر في الجاهلية ، من أبخل الناس ، وكان لا يوقد نارا لخبز ولا غيره حتى تنام العيون ، فيوقد نويرة تقدم مرة وتخمد أخرى ، فإن استيقظ لها أحد أطفأها ، كراهية أن ينتفع بها أحد . فشبهت العرب هذه النار بناره ؛ لأنه لا ينتقع بها . وكذلك إذا وقع السيف على البيضة فاقتدحت نارا ، فكذلك يسمونها . قال النابغة :

ولا عيب فيهم غير أن سيوفَهم *** بهن فلولٌ من قراع الكتائبِ

تَقُدُّ السَّلوقِيَّ المضاعفَ نسجُه *** وتُوقِدُ بالصُّفَّاح نار الحُباحِب{[16297]}


[16295]:راجع جـ 17 ص 221.
[16296]:آية 64 سورة المائدة.
[16297]:السلوقي : الدرع المنسوبة إلى سلوق، قرية باليمن. والصفاح: جمع صفاحة، وهي الحجر العريض.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

ولما ذكر عدوها ، أتبعه ما ينشأ عنه ، فقال عاطفاً بأداة التعقيب ؛ لأن العدو بحيث يتسبب عنه ويتعقبه الإيراء : { فالموريات } أي المخرجات للنار بما يصطك من نعالها بالأحجار ، لا سيما عند سلوك الأوعار .

ولما كان الإيراء أثر القدح قال : { قدحاً * } أي تقدح ضرباً بعنف كضرب الزند ليوري النار ، ونسب الإيراء إليها لإيجادها صورته وإن لم يكن لها قصد إليه .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

{ فالموريات } الخيل توري النار { قدحاً } بحوافرها إذا سارت في الأرض ذات الحجارة بالليل .