فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

{ فالموريات قدحا } هي الخيل حين توري النار بسنابكها ، والإيراء إخراج النار ، والقدح الصك ، فجعل ضرب الخيل بحوافرها كالقدح بالزناد .

قال الزجاج : إذا عدت الخيل بالليل وأصاب حوافرها الحجارة انقدح منها النيران . والكلام في انتصاب قدحا كالكلام في انتصاب ضبحا ، والخلاف في كونها الخيل أو الإبل كالخلاف الذي تقدم في العاديات ، والراجح أنها الخيل كما ذهب إليه الجمهور ، وكما هو الظاهر من هذه الأوصاف المذكورة في هذه السورة ما تقدم منها وما سيأتي ، فإنها في الخيل أوضح منها في الإبل ، وتقدم ما في ذلك من الخلاف بين الصحابة .

قال ابن عباس في الآية : قدحت بحوافرها الحجارة ، وعنه قال : حين تجري الخيل توري نارا أصابت سنابكها الحجارة ، وعنه قال : الرجل إذا أورى زنده ، وعنه قال : هو مكر الرجل ، قدح فأورى ، وقال ابن مسعود : إذا نسفت الحصى بمناسمها ، فضرب الحصى بعضه بعضا ، فتخرج منه النار .