الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

قوله : { قَدْحاً } : يجوزُ أَنْ يكونَ مصدراً مؤكِّداً ؛ لأنَّ الإِيراء من القَدْح ، يقال : قَدَحَ فَأَوْرَى ، وقَدَح فأَصْلَدَ . ويجوزُ أَنْ يكونَ حالاً ، فالمعنى : قادحاتٍ ، أي : صاكَّاتٍ بحوافِرها ما يُوْرِي النارَ ، يُقال : " قَدَحْتُ الحجرَ بالحجرِ " أي : صَكَكْتُه به . وقال الزمخشري : " انتصَبَ بما انتصَبَ به ضَبْحاً " . وكان جَوَّزَ في نَصْبِه ثلاثةَ أوجهٍ : النصبَ بإضمارِ فعلٍ ، والنصبَ باسمِ الفاعلِ قبلَه ، لأنه مُلازِمُه ، والنصبَ على الحال . وتُسَمى تلك النارُ التي تَخْرُج من الحوافرِ نارَ الحُباحِب . قال :

تَقُدُّ السُّلُوقِيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ *** وتُوْقِدُ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ