بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

ثم قال : { فالموريات قدحاً } قال بعضهم : فالمنجيات عملاً ، وهذا مثل ضربه الله تعالى ، فكما أن الأقداح تنجي الرجل المسلم من برد الشتاء والهلاك ، وإذا لم يكن معه الزند فيهلك في البرد ، فكذلك العمل الصالح ينجي العبد يوم القيامة ومن العذاب الهلاك ، وإذا لم يكن معه عمل صالح يهلك في العذاب . ويقال { فالموريات قدحاً } يعني : ناراً لأبي حباحب ، كان رجل في بعض أحياء العرب من أبخل الناس ولم يوقد ناراً حتى ينام كل ذي عين ثم يوقدها ، فإذا استيقظ أحد أطفأها لكي لا ينتفع بناره أحد بخلاً منه ، فكذلك الخيل حين اشتدت على الأرض الحصاة فقدحت النار بحوافرها لا ينتفع بها كما لا ينتفع بنار أبي حباحب .