الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{حِكۡمَةُۢ بَٰلِغَةٞۖ فَمَا تُغۡنِ ٱلنُّذُرُ} (5)

قوله تعالى : " حكمة بالغة " يعني القران وهو بدل من " ما " من قوله : " ما فيه مزدجر " ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف ، أي هو حكمة . " فما تغن النذر " إذا كذبوا وخالفوا كما قال الله تعالى : " وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون{[14450]} " [ يونس : 101 ] ف " ما " نفي أي ليست تغني عنهم النذر . ويجوز أن يكون استفهاما بمعنى التوبيخ ، أي فأي شيء تغني النذر عنهم وهم معرضون عنها ، و " النذر " يجوز أن تكون بمعنى الإنذار ، ويجوز أن تكون جمع نذير .


[14450]:راجع جـ 8 ص 386.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{حِكۡمَةُۢ بَٰلِغَةٞۖ فَمَا تُغۡنِ ٱلنُّذُرُ} (5)

{ حكمة بالغة } بدل من ما فيه أو خبر ابتداء مضمر .

{ فما تغن النذر } يحتمل أن تكون ما نافية أو استفهامية لمعنى الاستبعاد والإنكار .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{حِكۡمَةُۢ بَٰلِغَةٞۖ فَمَا تُغۡنِ ٱلنُّذُرُ} (5)

قوله : { حكمة بالغة فما تغن النذر } حكمة ، مرفوع على أنه بدل من " ما " أو مرفوع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، وتقديره : حكمة بالغة{[4395]} والمراد بالحكمة البالغة القرآن . فهو الحكيم بكل ما تضمنه من عظيم الأخبار والأفكار والأحكام والعبر فليس له فيه من خلل ولا نقص ولا ضعف بل إنه الغاية في سمو الأحكام والمعاني وكمال المواعظ والمقاصد . قوله : { فما تغن النذر } ما ، نافية . أي فليست تغني عنهم النذر شيئا . فهم لا ينتفعون بالنواهي والزواجر والمواعظ والآيات لشدة إعراضهم و فرط تكذيبهم . و قيل : ما ، استفهامية . فيكون المعنى : فأيّ شيء تغني عنهم النذر وهم معرضون ، موغلون في الشرك ، جامحون نحو الطغيان والباطل . والنذر ، جمع نذير ، وهو من الإنذار أي الإبلاغ في تحذير وتخويف .


[4395]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 403.