قوله : { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ } : فيه وجهان ، أحدُهما : أنَّه بدلٌ من " ما فيه مُزْدَجر " كأنه قيل : ولقد جاءَهُمْ حكمةٌ بالغةٌ من الأنباء ، وحينئذٍ يكونُ بدلَ كلٍ مِنْ كلٍ ، أو بدلَ اشتمال . الثاني : أَنْ يكونَ خبرَ مبتدأ مضمرٍ ، أي : هو حكمةٌ ، أي : ذلك الذي جاءهم . وقد تقدَّم أنه يجوزُ على قراءةِ أبي جعفرٍ وزيدٍ أَنْ يكونَ خبراً ل " كلُّ أمرٍ مستقرٍ " . وقُرِىء " حكمةً " بالنصب حالاً مِنْ " ما " قال الزمخشري : " فإنْ قلتَ : إن كانَتْ " ما " موصولةً ساغ لك أَنْ تَنْصِبَ " حكمةً " حالاً ، فكيف تعمل إنْ كانت موصوفةً وهو الظاهرُ ؟ قلت : تَخَصُّصُها بالصفةِ فيَحْسُنُ نَصْبُ الحالِ عنها " انتهى . وهو سؤال واضحٌ جداً .
قولَه : { فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ } يجوزُ في " ما " أَنْ تكونَ استفهاميةً ، وتكون في محلِّ نصبٍ مفعولاً مقدماً ، أي : أيُّ شيءٍ تُغْني النذرُ ؟ وأن تكون نافيةً ، أي : لم تُغْنِ النذرُ شيئاً . والنُّذُرُ : جمعُ نذيرٍ المرادِ به المصدرُ أو اسمُ الفاعل ، كما تقدَّم في آخر النجم .
وكُتِب " تُغْنِ " إتباعاً لِلَفْظِ الوصلِ فإنَّها ساقطةٌ لالتقاء الساكنين : قال بعضُ النحويين : وإنما حُذِفَتْ الياءُ مِنْ " تُغْني " حَمْلاً ل " ما " على " لم " فجَزَمَتْ كما تَجْزِمُ " لم " . قال مكي : " وهذا خطأٌ ؛ لأنَّ " لم " تَنْفي الماضيَ وتَرُدُّ المستقبلَ ماضياً ، و " ما " تنفي الحالَ ، فلا يجوزُ أَنْ تقعَ إحداهما موقع الأخرى لاختلافِ معنَيَيْهما " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.