تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{حِكۡمَةُۢ بَٰلِغَةٞۖ فَمَا تُغۡنِ ٱلنُّذُرُ} (5)

1

المفردات :

بالغة : واصلة غاية الإحكام والإبداع .

تغني : تفيد وتنفع .

النذر : الرُّسل أو الأمور المخوّفة لهم .

التفسير :

5- { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ }

إن هذا القرآن حكمة بالغة ، بلغت الغاية والنهاية في الهداية والبيان ، حيث تكلم عن بدء الخليقة ، ولفت الأنظار إلى الكون وجماله وإبداع خلقه ، لكن الكفار أصمّوا آذانهم وأغلقوا عقولهم ، وساروا وراء أهوائهم ، فلم ينتفعوا بهدى القرآن .

قال تعالى : { وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون } . ( يونس : 101 ) .

أي : ماذا تنفع الآيات الواضحة ، والنُّذر جمع نذير ، بمعنى منذر ، أي : ماذا تفيد وسائل الهدى لقوم سدوا في منافذ الهداية ، ورفضوا وسائل الإيمان ؟

قال تعالى : { إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون } . ( البقرة : 6 ) .

وقال تعالى : { لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها . . . } ( الأعراف : 179 )

وقال سبحانه وتعالى : { أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِين } . ( الزمر : 22 ) .