الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (19)

قوله تعالى :{ استحوذ عليهم الشيطان }أي غلب واستولى ، أي بوسوسته في الدنيا . وقيل : قوي عليهم . وقال المفضل : أحاط بهم . ويحتمل رابعا أي جمعهم وضمهم . يقال : أحوذ الشيء أي جمعه وضم بعضه إلى بعض ، وإذا جمعهم فقد غلبهم وقوي عليهم وأحاط بهم . { فأنساهم ذكر الله } أي أوامره في العمل بطاعته ، وقيل : زواجره في النهي عن معصيته . والنسيان قد يكون بمعنى الغفلة ، ويكون بمعنى الترك ، والوجهان محتملان هنا . { أولئك حزب الشيطان } طائفته ورهطه ، { ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون } في بيعهم ؛ لأنهم باعوا الجنة بجهنم ، وباعوا الهدى بالضلالة .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (19)

{ استحوذ عليهم الشيطان } أي : غلب عليهم وتملك نفوسهم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (19)

قوله : { استحوذ عليهم الشيطان } استحوذ ، أي غلب واستولى ، يعني استولى عليهم الشيطان وذللهم لطاعته في كل ما يريده منهم من الإشراك والضلال والفسق وفساد القلوب ، { فأنساهم ذكر الله } أغفلهم عن توحيده وطاعته فعصوا أمر ربهم وانحازوا لجانب الشيطان فكانوا أهله ورعيته وأتباعه وهو قوله : ، { أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون } والحزب ، معناه الطائفة من الناس ، والجمع ، أحزاب{[4491]} أي أن هؤلاء المنافقين الكاذبين هم أتباع الشيطان وهم جنوده ورهطه ألا إنهم صائرون إلى الخسران ، إذ باعوا الدين بالدنيا وباعوا الحق بالباطل واستعاضوا عن الهداية بالضلال والباطل فكانوا هم الأخسرين{[4492]} .


[4491]:أساس البلاغة 124 والمصباح المنير جـ 1 ص 144.
[4492]:الكشاف جـ 4 ص 78 وفتح القدير جـ 5 ص 192.