قوله تعالى : { استحوذ } جاء به على الأصل ، وهو فصيح استعمالاً ، وإن شذ قياساً{[55790]} .
وقد أخرجه عمر - رضي الله عنه - على القياس ، فقرأ{[55791]} : «اسْتَحَاذَ » ك «استبان » . وتقدم هذه المادة في «النساء » في قوله تعالى : { أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ } [ النساء : 141 ] .
قال الزجاج{[55792]} : «اسْتَحْوَذَ » في اللغة استولى ، يقال : حذت الإبل ، إذا استوليت عليها وجمعتها .
وقال المبرد : «استحوذ على الشيء : حواه وأحاط به » .
قيل{[55793]} : المعنى غلب عليهم الشيطان بِوسْوستِهِ في الدنيا .
وقيل : قوي عليهم فأنساهم ذكر الله ، أي : أوامره في العمل بطاعته .
وقيل : زواجره في النهي عن معصيته ، والنِّسيان قد يكون بمعنى الغَفْلة ، ويكون بمعنى الترك ، والوجهان محتملان هاهنا ، { أولئك حِزْبُ الشيطان } : طائفته ورهطُه ، { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشيطان هُمُ الخَاسِرُونَ } في بيعهم ؛ لأنهم باعوا الجنة بجهنم ، وباعوا الهدى بالضلالة .
فصل فيمن استدل بالآية على خلق الأعمال :
احتجّ القاضي{[55794]} بهذه الآية في خلق الأعمال من وجهين :
الأول : أن ذلك النسيان لو حصل بخلق الله - تعالى - لكان إضافتها إلى الشيطان كذباً .
الثاني : لو حصل ذلك بخلق الله لكانوا كالمؤمنين في كونهم حزب الله لا حزب الشيطان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.