السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (19)

{ استحوذ } أي : استولى { عليهم الشيطان } مع أنه طريد ومحترق ، ووصل منهم إلى ما يريده وملكهم ملكاً لم يبق لهم معه اختيار فصاروا رعيته وصار هو محيطاً بهم من كل جهة غالباً عليهم ، ظاهراً وباطناً من قولهم حذت الإبل وحذذتها إذا استوليت عليها ، والحوذ أيضاً : السوق السريع ومنه الأحوذي الخفيف في الشيء لحذقه ، واستحوذ مما جاء على الأصل وهو ثبوت الواو دون قلبها ألفاً ، { فأنساهم } أي : فتسبب عن استحواذه عليهم أن أنساهم { ذكر الله } أي : الذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا ، { أولئك } أي : البعداء البغضاء { حزب الشيطان } أي : أتباعه وجنوده وطائفته وأصحابه ، { ألا إنّ حزب الشيطان } أي : الطريد المحترق{ هم الخاسرون } أي : العريقون في هذا الوصف ؛ لأنهم لم يظفروا بغير الطرد والاحتراق .