الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (7)

قوله تعالى : " وهو بالأفق الأعلى " جملة في موضع الحال ، والمعنى فاستوى عاليا ، أي استوى جبريل عاليا على صورته ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك يراه عليها حتى سأله إياها على ما ذكرنا . والأفق ناحية السماء وجمعه آفاق . وقال قتادة : هو الموضع الذي تأتى منه الشمس . وكذا قال سفيان : هو الموضع الذي تطلع منه الشمس . ونحوه عن مجاهد . ويقال : أُفْقٌ وأُفُق مثل عُسْر وعُسُر . وقد مضى في " حم السجدة{[14350]} " . وفرس أفق بالضم أي رائع وكذلك الأنثى ، قال الشاعر :

أُرَجِّلُ لِمَّتِي وأجُرُّ ذيلي *** وتحملُ شِكَّتِي أُفُقٌ كُمَيْتُ{[14351]}

وقيل : " وهو " أي النبي صلى الله عليه وسلم " بالأفق الأعلى " يعني ليلة الإسراء وهذا ضعيف ؛ لأنه يقال : استوى هو وفلان ، ولا يقال استوى وفلان إلا في ضرورة الشعر . والصحيح استوى جبريل عليه السلام وجبريل بالأفق الأعلى على صورته الأصلية ؛ لأنه كان يتمثل للنبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل بالوحي في صورة رجل ، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يراه على صورته الحقيقية ، فاستوى في أفق المشرق فملأ الأفق .


[14350]:راجع جـ 15 ص 374.
[14351]:قائله عمرو بن قنعاس المرادي. والشكة السلاح. وفي اللسان: وتحمل بزتي. والكميت من الخيل ما خلط حمرته سواد غير خالص.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (7)

وهو جبريل عليه السلام ، الذي ظهر واستوى على صورته الحقيقية للرسول صلى الله عليه وسلم في الأفق الأعلى ، وهو أفق الشمس عند مطلعها ،