الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَمَاتَ وَأَحۡيَا} (44)

" وأنه هو أمات وأحيا " أي قضى أسباب الموت والحياة . وقيل : خلق الموت والحياة كما قال : " الذي خلق الموت والحياة{[14432]} " [ الملك : 2 ] قاله ابن بحر . وقيل : أمات الكافر بالكفر وأحيا المؤمن بالإيمان ، قال الله تعالى : " أومن كان ميتا فأحييناه{[14433]} " [ الأنعام : 122 ] الآية . وقال : " إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله " على ما تقدم{[14434]} ، وإليه يرجع قول عطاء : أمات بعدله وأحيا بفضله . وقول من قال : أمات بالمنع والبخل وأحيا بالجود والبذل . وقيل : أمات النطفة وأحيا النسمة . وقيل : أمات الآباء وأحيا الأبناء . وقيل : يريد بالحياة الخصب وبالموت الجدب . وقيل : أنام وأيقظ . وقيل : أمات في الدنيا وأحيا للبعث .


[14432]:راجع جـ 18 ص 206.
[14433]:راجع جـ 7 ص 78 وجـ 6 ص 418.
[14434]:راجع جـ 7 ص 78 وجـ 6 ص 418.