اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ أَمَاتَ وَأَحۡيَا} (44)

قوله تعالى : { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } أي أمات في الدُّنْيَا ، وأحيا للبعث . وقال القرطبي : قضى أسباب الموت والحياة . وقيل : خَلَقَ الموت والحياة . قاله ابن بحر . وقيل : أمات النُّطْفَة وأحيا النَّسمة ، وقيل : أمات الآباء وأحيا الأبناء . وقيل : أمات الكافر بالكفر ، وأحيا المؤمن بالإيمان{[53743]} .

قال ابن الخطيب : فإن قيل : معنى أمات وأحيا حتى يعلم ذلك بل مشاهدة الإحياء والإماتة بناء على الحياة والموت ؟ .

نقول : فيه وجوه :

أحدها : أنه على التقديم والتأخير كأنه قال : أَحْيَا وَأَمَاتَ .

ثانيها : هو بمعنى المستقبل ، فإن الأمرَ قريبُ المُسْتَقْبل ، يقال : كَأنّ فلاناً وصل والليلُ دَخَلَ ، إذا قرب مكانه وزمانه فكذلك الإحياء والإماتة .

ثالثها : أنه خلق الموت والجمود في العَنَاصر ثم ركَّبها و«أَحْيَا » أي خلق الحِسَّ والحركة فيها{[53744]} .


[53743]:ذكر هذه الأقوال القرطبي في الجامع 17/117.
[53744]:الرازي 15/20.