لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{هَٰذَا بَصَـٰٓئِرُ لِلنَّاسِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (20)

قوله جلّ ذكره : { هَذَا بَصَآئِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } .

أنوارُ البصيرةِ إذا تلألأتْ انكشفت دونها تهمةُ التجويز .

وَنَظَرُ الناسِ على مراتب : فمِنْ ناظرٍ بنور نجومه - وهو صاحب عقل ، ومن ناظرٍ بنو فراسته وهو صاحب ظنّ يُقَوِّيه لَوْحٌ - ولكنه من وراء السَّرِّ ، ومن ناظرٍ بيقين عِلْم بحكم برهانٍ وشَرْطِ فكْرٍ ، ومِنْ ناظرٍ بعين إيمان بوصف اتَّباع ، ومن ناظرٍ بنور بصيرةٍ هو على نهار ، وشمسُه طالعة وسماؤه من السحاب مصحية .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{هَٰذَا بَصَـٰٓئِرُ لِلنَّاسِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (20)

{ هذا } أي القرآن { بَصَائِرَ لِلنَّاسِ } فإن ما فيه من معالم الدين وشعائر الشرائع بمنزلة البصائر في القلوب ، وقيل : الإشارة إلى اتباع الشريعة والكلام من باب التشبيه البليغ ، وجمع الخبر على الوجهين باعتبار تعدد ما تضمنه المبتدأ واتباع مصدر مضاف فيعم ويخبر عنه بمتعدد أيضاً ، وقرئ { هذه } أي الآيات { وهدى } جليل من ورطة الضلالة { وَرَحْمَةً } عظيمة { لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } من شأنهم الإيقان بالأمور .