لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{إِذۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰٓ} (38)

كان ذلك وحيَ إلهامٍ ؛ ألقَى اللَّهُ في قلبها أن تجعله في تابوت ، وتلقيه في اليمِ يعني نهر النيل ، فَفَعَلَتْ ، فألقاه النهر على الساحل ، فَحُمِلَ إلى فرعون . فَلَمَّا وَقَعَ بَصَرُ امرأةِ فرعون عليه باشر حبُّه قلبَها ، وكذلك وقعت محبتُه في قلبِ فرعون ، ولكنها كانت أضعفَ قلباً ، فسبقت بقولها : { قُرَّتُ عَيْنٍ لِىّ وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ . . . . } [ القصص :9 ] ، ولولا أنها عَلِمَتْ أنه أخذ شعبةً من قلبِ فرعون ما أخذ من قلبها لم تقل : { قُرَّتُ عَيْنٍ لي وَلَكَ } [ القصص :9 ] .