فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِذۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰٓ} (38)

{ إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى ( 38 ) أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ( 39 ) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى ( 40 ) واصطنعتك لنفسي ( 41 ) اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري ( 42 ) اذهبا إلى فرعون إنه طغى ( 43 ) } .

الأولى : قوله : { إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى } إلى قوله : { عدو له } أي مننا ذلك الوقت وقت الإيحاء ، والمراد به إما مجرد الإلهام لأمه واسمها يوحانذ ، قاله السيوطي في شرح النقابة ؛ أو في النوم بأن أراها ذلك ، أو على لسان نبي أو على لسان ملك لا على طريق النبوة ، كالوحي إلى مريم ، أو بإخبار الأنبياء المتقدمين بذلك وانتهى الخبر إليها ؛ والمراد بما يوحى ما سيأتي من الأمر لها أبهمه أولا وفسره ثانيا تفخيما لشأنه بقوله :