البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِذۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰٓ} (38)

وفي قوله { مرة أخرى } إجمال يفسره قوله { إذ أوحينا إلى أمّك } .

قال الجمهور : هي وحي إلهام كقوله { وأوحى ربك إلى النحل } وقيل : وحي إعلام إما بإراءة ذلك في منام ، وإما ببعث ملك إليها لا على جهة النبوّة كما بعث إلى مريم وهذا هو الظاهر لظاهر قوله { يأخذه عدوّ لي وعدوّ له } ولظاهر آية القصص { إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين } ويبعد ما صدر به الزمخشري قوله : من يرد يده إما أن يكون على لسان نبي في وقتها كقوله { وإذ أوحيت إلى الحواريين } لأنه لم ينقل أنه كان في زمن فرعون ، وكان في زمن الحواريين زكريا ويحيى .

وفي قوله { ما يوحى } إبهام وإجمال كقوله { إذ يغشى السدرة ما يغشى } { فغشيهم من اليم ما غشيهم } وفيه تهويل وقد فسر هنا بقوله { أن اقذفيه في التابوت } .