لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ} (61)

قوله جل ذكره : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ } .

لو كان هذا القول من مخلوقٍ إلى مخلوقٍ لَكَانَ شِبْهَ اعتذار ؛ أي لقد نصحتُكم ووعظتُكم ، ومن هذا حَذَّرْتُكم ، وكم أوصلتُ لكم القولَ ، وذكَّرْتُكُم فلم تقبلوا وَعْظِي ، ولم تعملوا بأمري ، فأنتم خالَفْتُم ، وعلى أنفسكم ظَلَمْتُم ، وبذلك سبَقَت القضيةُ مِنَّا لكم .