إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ} (61)

{ وَأَنِ اعبدوني } عطف على أنْ لا تعبدُوا على أنَّ أنْ فيهما مفسِّرةٌ للعهد الذي فيه معنى القول بالنهي والأمر ، أو مصدرَّيةٌ حُذف عنها الجارُّ أي ألم أعهد إليكم في ترك عبادةِ الشَّيطانِ وفي عبادتي . وتقديم النَّهي على الأمر لما أنَّ حقَّ التَّخليةِ كما في كلمة التَّوحيدِ وليتصل به قوله تعالى { هذا صراط مسْتَقِيمٌ } فإنَّه إشارة إلى عبادته تعالى التي هي عبارةٌ عن التَّوحيدِ والإسلام ، وهو المشار إليه بقوله تعالى : { هَذَا صراط عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } [ سورة الحجر ، الآية41 ] والمقصود بقوله تعالى : { لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صراطك المستقيم } [ سورة الأعراف ، الآية16 ] والتَّنكيرُ للتَّفخيمِ ،