المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ} (61)

وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي «أنُ اعبدون » بضم النون من أن أتبعوا بها ضمة الدال واو الجماعة أيضاً{[9803]} ، وقرأ عاصم وأبو عمرو وحمزة «وأنِ اعبدون » بكسر النون على أصل الكسر للالتقاء ، وقوله تعالى { هذا صراط مستقيم } إشارة إلى الشرائع ، فمعنى هذا أن الله تعالى عهد إلى بني آدم وقت إخراج نسلهم من ظهره أن لا يعبدوا الشيطان وأن يعبدوا الله تعالى وقيل لهم هذه الشرائع موجودة وبعث تعالى آدم إلى ذريته ولم تخل الأرض من شريعة إلى ختم الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم ، والصراط الطريق ، ويقال إنها دخيلة في كلام العرب وعربتها .


[9803]:في بعض الأصول: اتباعا بضمة الباء والدال، وهي أقرب، والأصح ان يقال:لأن الانتقال من الكسرة إلى الضم ثقيل، فضمت النون ليكون الانتقال منها إلى الضم فيما بعدها سهلا.