في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

وأمام التقدير الواضح في تلك النشأة ومراحلها الدقيقة يجيء التعقيب الموحي بالحكمة العليا التي تتولى كل شيء بقدره في إحكام مبارك جميل : ( فقدرنا فنعم القادرون )

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

والمعنى : فقدرنا الخلق كقوله تعالى : { من نطفة خلقه فقدَّره } [ عبس : 19 ] وقوله : { وخلق كل شيء فقدره تقديراً } [ الفرقان : 2 ] .

والفاء في قوله : { فقدّرنا } للتفريع على قوله : { فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم } ، أي جعلناه في الرحم إلى انتهاء أمد الحمل فقدرنا أطوار خلقكم حتى أخرجناكم أطفالاً .

والفاء في { فنعم القادرون } للتفريع على ( قدّرنا ) أي تفريع إنشاء ثناء ، أي فدل تقديرُنا على أننا نعم القادرون ، أي كان تقديرنا تقدير أفضل قادر ، وهذا تنويه بذلك الخلق العجيب بالقدرة .

و { القادرون } : اسم فاعل من قدَر اللازم إذا كان ذا قُدرة وبذلك يكون الكلام تأسيساً لا تأكيداً ، أي فنعم القادرون على الأشياء .

وعلامة الجمع للتعظيم مثل نون ( قَدّرنا ) فإن القدرة لما أتت بما هو مقتضى الحكمة كانت قدرة جديرة بالمدح .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فقدرنا} الصبي في رحم أمه تسعة أشهر، ودون ذلك أو فوق ذلك، فقال الله عز وجل: {فنعم القادرون}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة: «فَقَدّرْنا» بالتشديد. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة بالتخفيف.

والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، وإن كنت أوثر التخفيف لقوله:"فَنِعْمَ القادِرُونَ"، إذ كانت العرب قد تجمع بين اللغتي.

وقد يجوز أن يكون المعنى في التشديد والتخفيف واحدا، فإنه محكيّ عن العرب، قُدِر عليه الموت، وقُدّر بالتخفيف والتشديد. وعنى بقوله: "فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ"... عن الضحاك "فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ "قال: فملكنا فنعم المالكون.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{فقدرنا} أي سوّينا على ما توجب الحكمة على الوجوه التي في قوله عز وجل: {والذي قدر فهدى} الأعلى.

{فنعم القادرون} أي أنعم به من قادر، فيخرج مخرج الآلاء والنعم، أي إن الذي فعل بكم هذا، هو الله تعالى، لم يقدر أحد أن يفعل بكم هذا الفعل.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

من شدد أراد فقدرنا، فنعم المقدرون لأحوال النطفة ونقلها من حال إلى حال حتى صارت إلى حال الإنسان.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان هذا عظيماً ترجمه وبينه معظماً له بقوله: {فقدرنا} أي بعظمتنا على ذلك أو فجعلناه على مقدار معلوم من الأرزاق والآجال والأحوال والأعمال.

{فنعم القادرون} نحن مطلقاً على ذلك وغيره، أو المقدرون في تلك المقادير لما لنا من كمال العظمة بحيث نجعل ذلك بمباشرة من أردناه منه بطوعه واختياره.

ولعل التعبير بما قد يفيد مع العظمة الجمع لما أقام سبحانه في ذلك من الأسباب بالملائكة وغيرها، و فيه مع ذلك ابتلاء للعباد الموحد منهم والمشرك.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الفاء في قوله: {فقدّرنا} للتفريع على قوله: {فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم}، أي جعلناه في الرحم إلى انتهاء أمد الحمل فقدرنا أطوار خلقكم حتى أخرجناكم أطفالاً.

والفاء في {فنعم القادرون} للتفريع على (قدّرنا) أي تفريع إنشاء ثناء، أي فدل تقديرُنا على أننا نعم القادرون، أي كان تقديرنا تقدير أفضل قادر، وهذا تنويه بذلك الخلق العجيب بالقدرة.

و {القادرون}: اسم فاعل من قدَر اللازم إذا كان ذا قُدرة وبذلك يكون الكلام تأسيساً لا تأكيداً، أي فنعم القادرون على الأشياء.

وعلامة الجمع للتعظيم مثل نون (قَدّرنا) فإن القدرة لما أتت بما هو مقتضى الحكمة كانت قدرة جديرة بالمدح.