في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَلَّا لَا وَزَرَ} (11)

ولا ملجأ ولا وقاية ، ولا مفر من قهر الله وأخذه ، والرجعة إليه ، والمستقر عنده ؛ ولا مستقر غيره :

( كلا ! لا وزر . إلى ربك يومئذ المستقر ) . .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{كَلَّا لَا وَزَرَ} (11)

و { كلا } ردع وإبطال لما تضمنه { أين المفر } من الطمع في أن يجد للفرار سبيلاً .

و { الوَزر } : المكان الذي يُلجأ إليه للتوقي من إصابة مكروه مثل الجبال والحصون .

فيجوز أن يكون { كلاّ لا وَزَر } كلاماً مستأنفاً من جانب الله تعالى جواباً لمقالة الإِنسان ، أي لا وزر لكَ ، فينبغي الوقفُ على { المفر } . ويجوز أن يكون من تمام مقالة الإِنسان ، أي يقول : أين المفر ؟ ويجيب نفسه بإبطال طعمه فيقول { كَلاّ لا وزَر } أي لا وزر لي ، وذلك بأن نظر في جهاته فلم يجد إلاّ النار كما ورد في الحديث ، فيحسن أن يُوصل { أين المفر } بجملة { كلا لا وَزَر } .

وأما قوله : { إلى ربك يومئذٍ المستقرّ } فهو كلام من جانب الله تعالى خاطب به النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا بقرينة قوله : { يومئذٍ } ، فهو اعتراض وإدْماج للتذكير بمُلك ذلك اليوم .