الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَلَّا لَا وَزَرَ} (11)

- ثم قال : ( كلا لا وزر ) .

أي : لا {[71853]}, ليس هنالك {[71854]} يا ابن آدم فرار, ولا مكان يلجأ إليه ويفر إليه, ولا جبل ولا معقل . قال ابن عباس : ( لا وزر ) : " لا حصن {[71855]} ( ولا ملجأ ) " {[71856]} . وقال مطرف {[71857]} بن الشخير : ( لا وزر ) : لا جبل, إن الناس إذا فروا قالوا : عليك بالوزر {[71858]} . وهو قول الحسن ومجاهد ، وقتادة {[71859]} وقال الضحاك {[71860]} : ( لا وزر ) : " لا حصن ) {[71861]} وهو قول أبي قلابة {[71862]} . وقال ابن جبير : لا محيص {[71863]} . وقال عكرمة : لا منعة {[71864]} . وأصل هذا أنهم كانوا إذا ضيق عليهم في الحروب والهزائم الشداد لجؤوا {[71865]} إلى الجبال والمعاقل فأعلموا أنه لا ملجأ من عذاب الله في القيامة {[71866]} إلى جبل ولا إلى غيره {[71867]} .


[71853]:- هذا خلاف ما ذهب إليه مكي في كتابه "شرح كلا" ص 23. فقد اشترط فيه الوقف على "كلا" إذا فسرت بأنها أداة نفي: "لا" وحكى ذلك عن الخليل وسيبويه والأخفش، والمبرد والزجاج وغيرهم. غير أنه لما كان الوقف، لا يحسن عنده في هذه الموضع من هذه الآية، فقد عدل عن معنى النفي –وإن كان جائزا- إلى كون "كلا" بمعنى "ألا" وبمعنى "حقا" قال: وكونها بمعنى "حقا" أمكن وأبلغ في المعنى لأنها تكون تأكيدا لعدم الملجأ من الله يوم القيامة انظر: "شرح كلا" ص: 44.
[71854]:- ث: هناك.
[71855]:- أ: ولا حصن.
[71856]:- جامع البيان 29/181.
[71857]:- هو مطرف بن عبد الله الشخير العامري أبو عبد الله البصري، كان فاضلا أديبا متعمدا روى عن عثمان بن عفان وأبي بن كعب (ت: 95ﻫ) انظر: صفة الصفوة: 3/222 وطبقات الحفاظ: 24.
[71858]:- جامع البيان 29/181.
[71859]:- جامع البيان 29/181.
[71860]:- جامع البيان 29/181.
[71861]:- ما بين قوسين (ولا ملجأ... لا حصن) ساقط من أ.
[71862]:- جامع البيان 29/181.
[71863]:- انظر تفسير الماوردي 4/359 والقرطبي 19/98.
[71864]:- لم أجده فيما طلعت عليه من كتب التفسير.
[71865]:- ث: لجأ..
[71866]:- ث: من عذاب الله يوم القيامة.
[71867]:- انظر جامع البيان 29/182-83.