في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَنَرِثُهُۥ مَا يَقُولُ وَيَأۡتِينَا فَرۡدٗا} (80)

ويستمر السياق في التهديد على طريقة التصوير أيضا : ( ونرثه ما يقول )أي نأخذ ما يخلفه مما يتحدث عنه من مال وولد كما يفعل الوارث بعد موت المورث ! ( ويأتينا فردا )لا مال معه ولا ولد ولا نصير له ولا سند ، مجردا ضعيفا وحيدا فريدا .

فهل رأيت إلى هذا الذي كفر بآيات الله وهو يحيل على يوم لا يملك فيه شيئا ? يوم يجرد من كل ما يملك في هذه الدنيا ? إنه نموذج من نماذج الكفار . نموذج الكفر والادعاء والاستهتار . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَنَرِثُهُۥ مَا يَقُولُ وَيَأۡتِينَا فَرۡدٗا} (80)

وقوله { ما يقول } أي هذه الأشياء التي سمى أنه يؤتاها في الآخرة يرث الله ما له منها في الدنيا فإهلاكه وتركه لها ، فالوراثة مستعارة ويحتمل أن يكون خيبته في الآخرة كوراثة ما أمل . وفي حرف ابن مسعود «ونرثه ما عنده » . وقال النحاس { نرثه ما يقول } معناه نحفظه عليه لنعاقبه ، ومنه قول النبي عليه السلام «العلماء ورثة الأنبياء »{[8038]} أي حفظة ما قالوا فكأن هذا المجرم يورث هذا المقالة . وقوله { فرداً } يتضمن ذلته وقلة انتصاره .


[8038]:أخرجه ابن النجار عن أنس رضي الله عنه، ولفظه كما في الجامع الصغير: (العلماء ورثة الأنبياء، يحبهم أهل السماء، وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة)، ورمز له الإمام السيوطي في "الجامع الصغير" بأنه رواية أخرى عن علي رضي الله عنه أخرجها ابن عدي في الكامل، قال صلى الله عليه وسلم: (العلماء مصابيح الأرض، وخلفاء الأنبياء، وورثتي وورثة الأنبياء)، وقد رمز له الإمام السيوطي أيضا في "الجامع الصغير" بأنه ضعيف.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَنَرِثُهُۥ مَا يَقُولُ وَيَأۡتِينَا فَرۡدٗا} (80)

الإرث : مستعمل مجازاً في السلب والأخذ ، أو كناية عن لازمه وهو الهلاك . والمقصود : تذكيره بالموت ، أو تهديده بقرب هلاكه .

ومعنى إرث أولاده أنهم يصيرون مسلمين فيدخلون في حزب الله ، فإن العاصي وَلدَ عمَرْاً الصحابي الجليل وهشاماً الصحابي الشهيد يوم أجنادين ، فهنا بشارة للنبيء صلى الله عليه وسلم ونكاية وكمد للعاصي بن وائل .

والفرد : الذي ليس معه ما يصير به عدداً ، إشارة إلى أنّه يحشر كافراً وحده دون ولده ، ولا مال له ، و { فرداً } حال .