الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَنَرِثُهُۥ مَا يَقُولُ وَيَأۡتِينَا فَرۡدٗا} (80)

ثم قال : { ونرثه ما يقول }[ 81 ] .

أي : نرث منه ماله وولده يوم القيامة { وياتينا فردا } أي : وحده لا مال له ولا ولد{[44678]} .

وقوله : ( ونرثه ) هو ، فعل{[44679]} من فعل يفعل بالكسر فيهما ، كما جاء{[44680]} بالضم في الفعلين في مثل : ظرف يظرف . ونظيره : ورم يرم{[44681]} وومق يمق ، ووري الزنديري ، ووفق بأمره{[44682]} يفق ، وورع يرع{[44683]} ووثق ، يثق ، ومنه وسع يسع ووطيء يطأ . وإنما فتح من أجل حرف الحلق ، والدليل على أنه يفعل بالكسر في الأصل ، حذف الواو منه في المستقبل . وبعدها{[44684]} فتحة ، ولم{[44685]} يعتد بالفتحة ، إذ هي غير أصيلة ، إنما أحدثها حرف{[44686]} الحلق ، والكسر هو الأصل ، فلذلك حذفت الواو في المستقبل على أصل حذفها في : يزن ، ويعد وشبهه .

وقد أتت أربعة أفعال من السالم على يفعَل ويفعِل{[44687]} باللغتين في المستقبل وهي حسب يحسب ، ونعم ينعم ، ويبس يبس ويئس ييأس{[44688]} .

وحرف الجر ، مقدر محذوف من المفعول الأول في ( ونرثه ) أي ونرث{[44689]} منه قوله{[44690]} .

وفي حرف ابن مسعود ، و( نَرِثُهُ ما عِنْدَهُ ){[44691]} .

وقال ابن زيد : ( ونرثه ما يقول ) ما جمع من{[44692]} الدنيا ، وما عمل فيها{[44693]} .

وقيل : معناه : ويبقى عليه الإثم{[44694]} .


[44678]:ز: ولا ولد له.
[44679]:فعل سقطت من ز.
[44680]:جاء سقطت من ز.
[44681]:ز: ولي، يلي.
[44682]:ز: أمره.
[44683]:ز: وزع، يزع. (تصحيف).
[44684]:ز: بعده.
[44685]:ز: فلم.
[44686]:أخذ بها الحلق. (تصحيف وإسقاط).
[44687]:ز: يفعُل، تحريف.
[44688]:ز: تيس تيأس. (تصحيف).
[44689]:ز: ويرث (تصحيف).
[44690]:انظر: مشكل إعراب القرآن 2/63.
[44691]:انظر: جامع البيان 16/123 وتفسير ابن كثير 3/136.
[44692]:ز: في.
[44693]:انظر: جامع البيان 16/123 وتفسير ابن كثير 3/136.
[44694]:ز: بعد الإثم ثم الجزء السابع والثلاثون.