في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ} (44)

( ذلك حشر علينا يسير ) . . في أنسب وقت للتقرير . .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ} (44)

{ يوم تشقق } تتشقق ، وقرئ " تنشق " . وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو بتخفيف الشين . { الأرض عنهم سراعا } مسرعين . { ذلك حشر } بعث وجمع . { علينا يسير } هين ، وتقديم الظرف للاختصاص فإن ذلك لا يتيسر إلا على العالم القادر لذاته الذي لا يشغله شأن عن شأن ، كما قال الله تعالى : { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة } .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ} (44)

إنّ جريتَ على أقوال المفسرين في تفسير الآية السابقة أفادت هذه الآية بياناً لجملة { ذلك يوم الخروج } [ ق : 42 ] أو بدل اشتمال منها مع ما في المعاد منها من تأكيد لمرادفه . وإن جَرَيْتَ على ما ارتيأتُه في محمل الآية السابقة أفادت هذه الجملة استئنافاً استدلالا على إمكان الحشر ووصف حال من أحواله وهو تشقُّق الأرض عنهم ، أي عن أجساد مثيلة لأجسادهم وعن الأجساد التي لم يلحقها الفناء .

وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب { تشقق } بفتح التاء وتشديد الشين . وأصله تتشقق بتاءين فأدغمت التاء الثانية في الشين بعد قلبها شيناً لتقارب مخرجيها . وقرأه أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي { تشقق } بتخفيف الشين على حذف تاء التفعل لاستثقال الجمع بين تاءين .

و { سراعاً } حال من ضمير { عنهم } وهو جمع سريع ، أي سراعاً في الخروج أو في المشي الذي يعقبه إلى محل الحساب .

والقول في إعراب { تشقق الأرض عنهم سراعاً ذلك حشر } كالقول في إعراب قوله : { يوم يناد المناد من مكان قريب } [ ق : 41 ] إلى { ذلك يوم الخروج } وكذلك القول في اختلاف اسم الإشارة مثله .

وتقدم المجرور في { علينا } للاختصاص ، أي هو يسير في جانب قدرتنا لا كما زعمه نفاة الحشر .