في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٌ} (7)

ثم يمضي السياق يتحدث عن موقفهم من رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] وما جاءهم به من الحق . بعدما تحدث عن واقعهم وتهافت عقيدة الشرك . ويقرر قضية الوحي كما قرر قضية التوحيد :

وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم : هذا سحر مبين . أم يقولون : افتراه ? قل : إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا . هو أعلم بما تفيضون فيه . كفى به شهيدا بيني وبينكم ، وهو الغفور الرحيم . قل : ما كنت بدعا من الرسل ، وما أدري ما يفعل بي ولا بكم . إن أتبع إلا ما يوحى إلي ، وما أنا إلا نذير مبين . قل : أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به ، وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ، فآمن واستكبرتم ? إن الله لا يهدي القوم الظالمين . وقال الذين كفروا للذين آمنوا : لو كان خيرا ما سبقونا إليه . وإذ لم يهتدوا به فسيقولون : هذا إفك قديم . ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة ، وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا ، لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين . .

يبدأ الحديث عن قضية الوحي بترذيل مقولتهم عنه ، واستنكار استقبالهم له ، وهو آيات( بينات )لا لبس فيها ولا غموض ، ولا شبهة فيها ولا ريبة . ثم إنه( الحق )الذي لا مرية فيه . وهم يقولون لتلك الآيات ولهذا الحق ( هذا سحر مبين ) . . وشتان بين الحق والسحر . وهما لا يختلطان ولا يشتبهان .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٌ} (7)

شرح الكلمات :

{ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } : أي أهل مكة من كفار قريش ، والآيات آيات القرآن والبينات الواضحات .

{ قال الذين كفروا للحق لما جاءهم } : أي من كفار قريش للحق أي القرآن لما قرأه عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

{ هذا سحر مبين } : أي قالوا في القرآن سحر مبين أي ظاهر لما رأوا من تأثيره على النفوس .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في دعوة العرب عامة وقريش خاصة إلى الإيمان والتوحيد فإذا قرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن دعوة لهم إلى الإِيمان والتوحيد قالوا ردّاًَ عليه ما أخبر به تعالى في قوله { وإذا تتلى عليهم } أي على كفار قريش { آياتنا بيّناتٍ } أي ظاهرات الدلالة واضحات المعاني { قال الذين كفروا } بالله وبرسوله ولقائه وتوحيده قالوا { للحق } وهو القرآن { لما جاءهم هذا سحر مبين } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٌ} (7)

{ 7-10 } { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }

أي : وإذا تتلى على المكذبين { آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } بحيث تكون على وجه لا يمترى بها ولا يشك في وقوعها وحقها لم تفدهم خيرا بل قامت عليهم بذلك الحجة ، ويقولون من إفكهم وافترائهم { لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ } أي : ظاهر لا شك فيه وهذا من باب قلب الحقائق الذي لا يروج إلا على ضعفاء العقول ، وإلا فبين الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وبين السحر من المنافاة والمخالفة أعظم مما بين السماء والأرض ، وكيف يقاس الحق -الذي علا وارتفع ارتفاعا على الأفلاك وفاق بضوئه ونوره نور الشمس وقامت الأدلة الأفقية والنفسية عليه ، وأقرت به وأذعنت أولو البصائر والعقول الرزينة- بالباطل الذي هو السحر الذي لا يصدر إلا من ضال ظالم خبيث النفس خبيث العمل ؟ ! فهو مناسب له وموافق لحاله وهل هذا إلا من البهرجة ؟

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٌ} (7)

قوله تعالى : " وإذا تتلى عليهم آياتنا ببنات " يعني القرآن . " قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين " .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٌ} (7)

ولما بين أنهم {[58558]}في غاية السفه في عبادة ما لا دليل بوجه على عبادته ، أتبعه بيان أنهم{[58559]} في غاية الغباوة بإنكار ما لا شيء أبين منه ، فقال عاطفاً على { والذين كفروا عما أنذروا معرضون } : { وإذا تتلى } أي تقرأ من أي قارئ كان على وجه المتابعة { عليهم آياتنا } أي-{[58560]} التي لا أعظم منها في أنفسها{[58561]} وبإضافتها إلينا { بينات } لا شيء أبين منها قالوا - هكذا كان الأصل ولكنه بين الوصف الحامل لهم{[58562]} على القول فقال : { قال الذين كفروا } أي ستروا تلك الأنوار التي أبرزتها تلك التلاوة لها - هكذا كان الأصل ولكنه{[58563]} قال : { للحق } أي لأجله { لما } أي حين { جاءهم } {[58564]}بيانها لأنها{[58565]} مع بيانها لا شيء أثبت منها وأنهم بادروا أول سماعهم لها إلى إنكارها دون تفكر : { هذا } أي الذي تلي { سحر } أي خيال لا حقيقة له { مبين * } أي ظاهر في أنه خيال ، فدل قولهم هذا - بمبادرتهم{[58566]} إليه من غير تأمل أصلاً ، وبكونه أبعد الأشياء عن حقيقة ما قيل فيه - على أنهم أكثر الناس عناداً وأجرؤهم على الكذب وهم يدعون أنهم أعرق{[58567]} الناس {[58568]}في الإنصاف{[58569]} وألزمهم للصدق .


[58558]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[58559]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[58560]:زيد من م ومد.
[58561]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: نفسها.
[58562]:زيدت الواو في الأصل و ظ و م ولم تكن في مد فحذفناها.
[58563]:زيد في الأصل و ظ: بين الوصف الحامل لهم ولكنه ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.
[58564]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: بآياتنا.
[58565]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: بآياتنا.
[58566]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بما دلهم.
[58567]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: أعرف.
[58568]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بالإنصاف.
[58569]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بالإنصاف.