في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (26)

24

( قل الله يحييكم ، ثم يميتكم ، ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ) . .

هذه هي المعجزة التي يريدون أن يشهدوها في آبائهم . ها هي ذي تقع أمام أعينهم . بعينها وبذاتها . والله هو الذي يحيي . ثم هو الذي يميت . فلا عجب إذن في أن يحيي الناس ويجمعهم إلى يوم القيامة ، ولا سبب يدعو إلى الريب في هذا الأمر ، الذي يشهدون نظائره فيما بين أيديهم :

( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) . .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (26)

شرح الكلمات :

{ قل الله يحييكم ثم يميتكم } : أي قل لهم يا رسولنا الله الذي يحييكم حين كنتم نطفاً ميتة ، ثم يميتكم .

{ ثم يجمعكم إلى يوم القيامة } : أي ثم بعد الموت يجمعكم إلى يوم القيامة للحساب والجزاء .

{ لا ريب فيه } : أي يوم القيامة الذي لا ريب ولا شك في مجيئه في وقته المحدد له .

{ ولكن أكثر الناس لا يعلمون } : أي لا يعلمون لعدم تلقيهم العلم عن الوحي الإلهي لكفرهم بالرسل والكتب .

المعنى

فقال تعالى في رد هذه الشبهة وبيان الحق في المسألة { قل الله يحييكم ثم يميتكم ، ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون } أي قل يا رسولنا لهؤلاء الدهريين المنكرين للبعث ، الله يحييكم إذ كنتم نطفاً ميتة فأحياكم ، ثم يميتكم بدون اختياركم ، فالقادر على الإحياء والإماتة وفعلا هو يحيي ويميت لا يحيل العقل أن يحيي من أحياهم ثم أماتهم ، وإنما لم يحيهم اليوم كما طلبتم ؛ لأنه لا فائدة من إحيائهم بعد أن أحياهم ثم أماتهم ، هذا أولاً ، وثانياً إحياؤه لكم اليوم يتنافى مع الحكمة العالية في خلق هذه الحياة الدنيا والآخرة إذ خلقوا ليعملوا ، ثم يجازوا بأعمالهم خيرها وشرها . ولهذا قال ثم يجمعكم أي أحياء في يوم القيامة للحساب والجزاء . وقوله لا ريب فيه أي لا شك في وقوعه ومجيئه ، إذ مجيئه حتمي لقيام الحياة الدنيا كلها عليه . ولكن أكثر الناس لا يعلمون هذا لأمرين : الأول أنهم لا يفكرون ولا يتعقلون ، والثاني أنهم لتكذيبهم بالوحي الإلهي سدوا في وجوههم طريق العلم الصحيح فهم لا يعلمون ، ولا يعلمون حتى يؤمنوا بالوحي ويسمعوه ويتفهموه .

الهداية

من الهداية

- عدم إحياء الله تعالى للمطالبين بحياة من مات حتى يؤمنوا لم يكن عن عجز بل لأنه يتنافى مع الحكمة التي دار عليها الكون كله .

- بيان أن أكثر الناس لا يعلمون وذلك لأنهم كذبوا بالوحي الإلهي في الكتاب والسنة .

- بيان أنه لا علم صحيح إلاَّ مِنْ طريق الوحي الإلهي .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (26)

وهم كذبة فيما قالوا وإنما قصدهم دفع دعوة الرسل لا بيان الحق ، قال تعالى : { قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } وإلا فلو وصل العلم باليوم الآخر إلى قلوبهم ، لعملوا له أعمالا وتهيئوا له .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (26)

وقوله { ثم يجمعكم إلى يوم القيامة } أي مع ذلك اليوم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (26)

فرد الله عليهم بقوله " قل الله يحيكم " يعني بعد كونكم نطفا أمواتا " ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه " كما أحياكم في الدنيا . " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " أن الله يعيدهم كما بدأهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (26)

ولما كان سبحانه وتعالى إنما يقبل الإيمان عند إمكان تصوره ، وذلك إذا كان بالغيب لم يجبهم{[58256]} إلى إحياء آبائهم إكراماً لهذه الأمة{[58257]} لشرف نبيها عليه أفضل الصلاة والسلام {[58258]}لأن سنته{[58259]} الإلهية جرت بأن من لم يؤمن بعد كشف الأمر بإيجاد الآيات المقترحات أهلكه كما فعل بالأمم الماضية ، فرفعهم {[58260]}عن الحس إلى{[58261]} التدريب على{[58262]} الحجج العقلية فقال آمراً{[58263]} له صلى الله عليه وسلم بالجواب بقوله تعالى : { قل الله } أي المحيط {[58264]}بكل شيء قدرة وعلماً{[58265]} وحكمة { يحييكم } أي يجدد هذا{[58266]} تجديداً لا يحصى كما أنتم به-{[58267]} مقرون إحياء لأجساد يخترعها من غير أن يكون لها أصل في الحياة { ثم يميتكم } بأن يجمع أرواحكم من أجسادكم فيستلها منها لا يدع {[58268]}شيئاً منها{[58269]} في شيء من الجسد {[58270]}وما{[58271]} {[58272]}ذلك على الله بعزيز{[58273]} فإذا هو{[58274]} كما كان قبل الإحياء كما تشاهدون ، ومن قدر على هذا الإبداء {[58275]}على هذا{[58276]} الوجه من التكرر ثم على تمييز ما بث من الروح في حال سلبها من تلك الأعضاء الظاهر عادة مستمرة كان المخبر عنه بأنه يجمع الخلق بعد موتهم من العريقين في الصدق ، فلذلك قال من غير تأكيد : { ثم يجمعكم } أي بعد التمزق فيعيد فيكم أرواحكم كما كانت{[58277]} بعد طول مدة الرقاد ، منتهين { إلى يوم القيامة } أي القيام الأعظم لكونه عاماً لجميع الخلائق الذين أماتهم .

ولما صح بهذا الدليل القطعي المدعى ، أنتج قوله : { لا ريب } أي{[58278]} شك بوجه من الوجوه { فيه } بل هو معلوم علماً قطعياً ضرورياً { ولكن أكثر الناس }{[58279]} بما لهم من السفول بما ركبنا فيهم من الحظوظ والشهوات التي غلبت على غريزة العقل فردوا{[58280]} بها أسفل سافلين في حد النوس وهو التردد لم يرتقوا إلى سن الإيمان-{[58281]} { {[58282]}لا يعلمون{[58283]} * } أي لا يتجدد لهم علم لما لهم من النوس والتردد والسفول{[58284]} عن أوج العقل إلى حضيض الجهل ، فهم واقفون مع المحسوسات ، لا يلوح لهم ذلك مع ما له من الظهور لتظهر قدرتنا ويتحقق اسمنا الباطن {[58285]}كما تحقق الظاهر عند من هديناه لعلم ذلك .


[58256]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: لم يجيبهم.
[58257]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ و م ومد فحذفناها.
[58258]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: لا سنة.
[58259]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: لا سنة.
[58260]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: إلى الحسن عن.
[58261]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: إلى الحسن عن.
[58262]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: عن.
[58263]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: أمر.
[58264]:في م ومد: علما وقدرة.
[58265]:في م و مد: علما وقدرة.
[58266]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: هذه الحياة.
[58267]:زيد من م.
[58268]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: منها شيئا.
[58269]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: منها شيئا.
[58270]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58271]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58272]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58273]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58274]:في الأصل و ظ بياض ملأناه من م ومد.
[58275]:بياض في الأصل ملأناه من ظ و م ومد.
[58276]:ما بين الرقمين بياض في الأصل ملأناه من ظ و م ومد.
[58277]:ما بين الرقمين بياض في الأصل ملأناه من ظ و م ومد..
[58278]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: كان.
[58279]:زيد في الأصل و ظ:لا، ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.
[58280]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[58281]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فرأوا.
[58282]:زيد من م ومد.
[58283]:وقع ما بين الرقمين في الأصل و ظ بعد "أكثر الناس" والترتيب من م ومد.
[58284]:وقع ما بين الرقمين في الأصل و ظ بعد "أكثر الناس" والترتيب من م ومد.
[58285]:سقط ما بين الرقمين من ظ، وزيد بعده في الأصل بالباطن، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.