في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (68)

وهو لا يوجس في نفسه خيفة إلا لأمر جلل ينسيه لحظة أنه الأقوى ، حتى يذكره ربه بأن معه القوة الكبرى :

( قلنا : لا تخف . إنك أنت الأعلى ) .

( وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا . إن ما صنعوا كيد ساحر ، ولا يفلح الساحر حيث أتى . . )

لا تخف إنك أنت الأعلى . فمعك الحق ومعهم الباطل . معك العقيدة ومعهم الحرفة . معك الإيمان بصدق ما أنت عليه ومعهم الأجر على المباراة ومغانم الحياة . أنت متصل بالقوة الكبرى وهم يخدمون مخلوقا بشريا فانيا مهما يكن طاغية جبارا .

   
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (68)

وقوله : " قُلْنا لا تَخَفْ إنّكَ أنْتَ الأعْلَى " يقول تعالى ذكره : قلنا لموسى إذ أوجس في نفسه خيفة : لا تَخَفْ إنّكَ أنْتَ الأَعْلَى على هؤلاء السحرة ، وعلى فرعون وجنده ، والقاهر لهم

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (68)

الدليل على هذا قوله تعالى : { قُلْنَا لا تَخَفْ إنَّكَ أنْتَ الأعلى } فتأكيد الجملة بحرف التأكيد وتقويةُ تأكيدها بضمير الفصل وبالتعريف في { الأعلى } دليل على أن ما خامره من الخوف إنّما هو خوف ظهور السحرة عند العامة ولو في وقت ما . وهو وإن كان موقناً بأن الله ينجز له ما أرسله لأجله لكنه لا مانع من أن يستدرج الله الكفرة مدّة قليلة لإظهار ثبات إيمان المؤمنين ، كما قال لرسوله صلى الله عليه وسلم { لا يَغُرنك تقلُّب الذين كفروا في البلاد متاع قليل } [ آل عمران : 196 ، 197 ] .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (68)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: قلنا لموسى إذ أوجس في نفسه خيفة:"لا تَخَفْ إنّكَ أنْتَ الأَعْلَى" على هؤلاء السحرة، وعلى فرعون وجنده والقاهر لهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي الغالب. فإن كان الخوف الذي ذكر خوف طبع وما جُبِلَ عليه المرء فيكون قوله: {لا تخف} على تسكين القلب وتثبيته. وإن كان الثاني فهو البشارة له والإخبار على ألا يمنع أولئك السحرة عن أن يبصروا ما تأتيهم به أنت من الآية، والله أعلم.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{إِنَّكَ أَنتَ الأعلى} فيه تقرير لغلبته وقهره، وتوكيد بالاستئناف وبكلمة التشديد وبتكرير الضمير وبلام التعريف وبلفظ العلوّ وهو الغلبة الظاهرة وبالتفضيل.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان ذلك، وكان المعلوم أن الله معه، وأنه جدير بإبطال سحرهم، استأنف الخبر عنه بقوله: {قلنا} بما لنا من العظمة: {لا تخف} من شيء من أمرهم ولا غيره، ثم علل ذلك بقوله، وأكده أنواعاً من التأكيد لاقتضاء الحال إنكار أن يغلب أحد ما أظهروا من سحرهم لعظمه: {إنك أنت} أي خاصة {الأعلى} أي الغالب غلبة ظاهرة لا شبهة فيها.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وهو لا يوجس في نفسه خيفة إلا لأمر جلل ينسيه لحظة أنه الأقوى، حتى يذكره ربه بأن معه القوة الكبرى: (قلنا: لا تخف. إنك أنت الأعلى). (وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا. إن ما صنعوا كيد ساحر، ولا يفلح الساحر حيث أتى..) لا تخف إنك أنت الأعلى. فمعك الحق ومعهم الباطل. معك العقيدة ومعهم الحرفة. معك الإيمان بصدق ما أنت عليه ومعهم الأجر على المباراة ومغانم الحياة. أنت متصل بالقوة الكبرى وهم يخدمون مخلوقا بشريا فانيا مهما يكن طاغية جبارا.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الدليل على هذا قوله تعالى: {قُلْنَا لا تَخَفْ إنَّكَ أنْتَ الأعلى} فتأكيد الجملة بحرف التأكيد وتقويةُ تأكيدها بضمير الفصل وبالتعريف في {الأعلى} دليل على أن ما خامره من الخوف إنّما هو خوف ظهور السحرة عند العامة ولو في وقت ما. وهو وإن كان موقناً بأن الله ينجز له ما أرسله لأجله لكنه لا مانع من أن يستدرج الله الكفرة مدّة قليلة لإظهار ثبات إيمان المؤمنين، كما قال لرسوله صلى الله عليه وسلم {لا يَغُرنك تقلُّب الذين كفروا في البلاد متاع قليل} [آل عمران: 196، 197].

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

{إنك أنت الأعلى} في هذه المبارزة، وأفعل التفضيل ليس على بابه، لأنهم لا علو عندهم، وإنما المراد أنك أنت الغالب على فرعون وملئه، وأنت المسيطر في الجولة، ومعك سلاح الغلب والسلطان، وهو المعجزة التي في يمينك.

التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :

وقد ثبته الحق سبحانه وتعالى في هذا الموقف الحرج بقوله: {لا تخف إنك أنت الأعلى} فلم يخش مظاهر التدجيل والتهويل، ولم يرهب مناظر السحر المبني من أساسه على التخييل والتضليل، وهكذا ينبغي لكل داع من دعاة الحق أن يستوعب قبل كل شيء شبه الخصوم، ثم ينقض عليها واحدة بعد الأخرى بالإبطال، ولا يترك لرواجها أي مجال.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

هذا حكم لله عز وجل يأتي موسى على هيئة برقية مختصرة {أنت الأعلى}: أنت المنصور الفائز فاطمئن، لكن تتحرك في موسى بشريته: منصور كيف؟ وهنا يأتيه الأمر العملي التنفيذي بعد هذا الوعد النظري، وكأن الحق سبحانه متتبع لكل حركات نبيه موسى، ولم يتركه يباشر هذه المسألة وحده، إنما كان معه يسمع ويرى، فيرد على السماع بما يناسبه، ويرد على الرؤية بما يناسبها. ودائما يرهف النبي سمعه وقلبه إلى ما يلقى عليه من توجيهات ربه عز وجل، لذلك خاطبه ربه بقوله: {إنني معكما أسمع وأرى} (طه 46). فسيأتيك الرد المناسب في حينه. إذن: الحق سبحانه لم يخبر موسى بمهمته مع فرعون ثم تركه يباشرها بنفسه، وإنما تمت هذه المسألة بتوجيهات مباشرة من الله تعالى. {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

على كلّ حال، فقد نزل النصر والمدد الإلهي على موسى في تلك الحال، وبيّن له الوحي الإلهي أنّ النصر حليفه كما يقول القرآن: (قلنا لا تخف إنّك أنت الأعلى). إنّ هذه الجملة وبتعبيرها المؤكّد قد أثلجت قلب موسى بنصره المحتّم.