في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ كَانَ عَلَقَةٗ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ} (38)

وفي غير تعقيد ولا غموض يأتي بالدلائل الواقعة البسيطة التي تشهد بأن الإنسان لن يترك سدى . . إنها دلائل نشأته الأولى :

( ألم يك نطفة من مني يمنى ? ثم كان علقة فخلق فسوى ? فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ? ) .

فما هذا الإنسان ? مم خلق ? وكيف كان ? وكيف صار ? وكيف قطع رحلته الكبيرة حتى جاء إلى هذا الكوكب ?

ألم يك نطفة صغيرة من الماء ، من مني يمنى ويراق ? ألم تتحول هذه النطفة من خلية واحدة صغيرة إلى علقة ذات وضع خاص في الرحم ، تعلق بجدرانه لتعيش وتستمد الغذاء ? فمن ذا الذي ألهمها هذه الحركة ? ومن ذا الذي أودعها هذه القدرة ? ومن ذا الذي وجهها هذا الإتجاه ?

ثم من ذا الذي خلقها بعد ذلك جنينا معتدلا منسق الأعضاء ? مؤلفا جسمه من ملايين الملايين من الخلايا الحية ، وهو في الأصل خلية واحدة مع بويضة ? والرحلة المديدة التي قطعها من الخلية الواحدة إلى الجنين السوي - وهي أطول بمراحل من رحلته من مولده إلى مماته - والتغيرات التي تحدث في كيانه في الرحلة الجنينية أكثر وأوسع مدى من كل ما يصادفه من الأحداث في رحلته من مولده إلى مماته ! فمن ذا الذي قاد هذه الرحلة المديدة ، وهو خليقة صغيرة ضعيفة ، لا عقل لها ولا مدارك ولا تجارب ? !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ثُمَّ كَانَ عَلَقَةٗ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ} (38)

{ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى } أي : فصار علقة ، ثم مضغة ، ثم شُكّل ونفخ فيه الروح ، فصار خلقا آخر سَويًا سليم الأعضاء ، ذكرا أو أنثى بإذن الله وتقديره ؛ ولهذا قال : { فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأنْثَى }

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ثُمَّ كَانَ عَلَقَةٗ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ} (38)

وقوله : ثُمّ كانَ عَلَقَةً يقول تعالى ذكره : ثم كان دما من بعد ما كان نطفة ، ثم علقة ، ثم سوّاه بشرا سويا ، ناطقا سميعا بصيرا فَجَعَلَ مِنْهُ الزّوْجَينِ الذّكَرَ والأُنْثَى يقول تعالى ذكره : فجعل من هذا الإنسان بعد ما سوّاه خلقا سويا أولادا له ، ذكورا وإناثا ألَيْسَ ذلكَ بقادِرٍ على أنْ يُحْيِيَ المَوْتَى يقول تعالى ذكره : أليس الذي فعل ذلك فخلق هذا الإنسان من نطفة ، ثم علقة حتى صيره إنسانا سويا ، له أولاد ذكور وإناث ، بقادر على أن يُحييَ الموتى من مماتهم ، فيوجدهم كما كانوا من قبل مماتهم . يقول : معلوم أن الذي قَدِر على خَلق الإنسان من نطفة من منيّ يمنى ، حتى صيره بشرا سويا ، لا يُعجزه إحياء ميت من بعد مماته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ ذلك قال : «بلى » .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ألَيْسَ ذلكَ بقادِرٍ على أن يُحْيِيَ المَوْتَى ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال : «سبحانك وبلَى » .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ كَانَ عَلَقَةٗ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ} (38)

ثم كان علقة فخلق فسوى فقدره فعدله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ثُمَّ كَانَ عَلَقَةٗ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ} (38)

و » العلقة « : القطعة من الدم ، لأن الدم هو العلق ، وقوله تعالى : { فخلق فسوى } معناه فخلق الله منه بشراً مركباً من أشياء مختلفة فسواه شخصاً مستقلاً ، وفي مصحف ابن مسعود » : يخلق «بالياء فعلاً مستقبلاً .