النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ثُمَّ كَانَ عَلَقَةٗ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ} (38)

{ ثم كان عَلَقَةً } يعني أنه كان بعد النطفة علقة .

{ فخَلَقَ فسوَّى } يحتمل وجهين .

أحدهما : خلق من الأرحام قبل الولادة وسوى بعدها عند استكمال القوة وتمام الحركة .

الثاني : خلق الأجسام وسواها للأفعال ، فجعل لكل جارحة{[3158]} عملاً ، والله أعلم .


[3158]:جارحة: عضو، وجمعها جوارح. ثم ذكر الآيات الكريمة أن الله جعل من هذه النطفة ذكرا وأنثى. أو ليس الذي خلقكم من نطفة ثم من علقة ثم خلق أجسامكم وسوى صوركم ثم جعل منكم ذكرا وأنثى- أليس الفاعل لذلك كله- قادرا على إحيائكم بعد الموت كي تحاسبوا على أعمالكم؟ أنه قادر ولا شك والاستفهام في "أليس" لتقرير والإثبات لأن كل استفهام للخالق له غرض بلاغي لأنه تعالى عالم بكل شيء ومحال أن يطلب من خلقه أن يعلموه بشيء مجهول.