والتعقيب المؤكد للحشر والحساب ، جولة أخرى مع القدرة في بعض مجاليها في السماء والأرض وفي الحياة والموت . جولة عابرة لتوكيد معنى القدرة الكفيلة بتحقق الوعد .
ثم نداء عام للناس أجمعين للانتفاع بهذا القرآن الذي يحمل لهم الموعظة والهدى وشفاء الصدور
( ألا إن للّه ما في السماوات والأرض . ألا إن وعد اللّه حق ، ولكن أكثرهم لا يعلمون . هو يحيي ويميت ، وإليه ترجعون . يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور ، وهدى ورحمة للمؤمنين . قل : بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) . .
ألا . . . " بهذا الإعلان المدوي " . ( ألا إن للّه ما في السماوات والأرض ) . والذي يملك ما في السماوات والأرض يملك أن يجعل وعده حقاً فلا يعجزه عن تحقيقه معجز ، ولا يعوقه عن تصديقه معوق :
يخبر تعالى أنه مالك السموات والأرض ، وأنَّ وعده حقّ كائن لا محالة ، وأنه يحيي ويميت وإليه مرجعهم ، وأنه القادر على ذلك ، العليم بما تفرّق من الأجسام وتمزّق في سائر أقطار الأرض والبحار والقفار [ سبحانه وتعالى تقدست أسماؤه وجل ثناؤه ] . {[14266]}
القول في تأويل قوله تعالى : { أَلآ إِنّ للّهِ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَلاَ إِنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ وَلََكِنّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } .
يقول جلّ ذكره : ألا إن كلّ ما في السموات وكلّ ما في الأرض من شيء لله ملك ، لا شيء فيه لأحد سواه . يقول : فليس لهذا الكافر بالله يومئذ شيء يملكه فيفتدى به من عذاب ربه ، وإنما الأشياء كلها للذي إليه عقابه ، ولو كانت له الأشياء التي هي في الأرض ثم افتدى بما لم يقبل منه بدلاً من عذابه فيصرف بها عنه العذاب ، فكيف وهو لا شيء له يفتدى به منه وقد حقّ عليه عذاب الله . يقول الله جلّ ثناؤه : ألا إنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ يعني أن عذابه الذي أوعد هؤلاء المشركين على كفرهم حقّ ، فلا عليهم أن لا يستعجلوا به فإنه بهم واقع لا شكّ . وَلَكِنّ أكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ يقول : ولكن أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون حقيقة وقوع ذلك بهم ، فهم من أجل جهلهم به مكذّبون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.