وقوله تعالى : ( أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) أي إن ما في السماوات والأرض [ لله ][ ساقطة من م ] كلهم عبيده وإماؤه وملكه لا لمن تعبدون دونه من الأصنام والأوثان . فمن عند من يملك الدنيا و الآخرة اطلبوا ذلك منه لا[ في الأصل وم : لأن ] من عند من لا يملك . يبين سفههم في طلبهم الدنيا من عند من يعلمون أنه لا يملك ذلك ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ) في كل وعد ووعيد إنه كائن لا محالة عذابا أو رحمة ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) أي لا ينتفعون بعلمهم . فنفى عنهم العلم ، وإن علموا ، لما لم ينتفعوا به .
ويحتمل قوله : ( لا يعلمون ) أي لم يكتسبوا سبب العلم وهو التأويل والنظر في آياته وحججه ، ويحتمل نفي العلم عنهم لما [ لم ][ ساقطة من الأصل وم ] يعطوا أسباب العلم فلم يعلموا . فإن كان على هذا فيكونون معذورين ، وإن كان على الوجهين الأولين فلا عذر لهم في ذلك .
وفي قوله : ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) دلالة إثبات البعث من وجهين :
أحدهما : في ما يذكر من قدرته [ خلق ][ من م ، ساقطة من الأصل ] السماوات والأرض وما بينهما بغلظتهما وكثافتهما وشدتهما وعظم خلقتهما . وأن تلك القدرة خارجة عن وسع البشر وتوهمه فمن قدر على ذلك فهو قادر على إحياء الخلق بعد فنائهم .
والثاني : يخبر عن حكمته من تعليق منافع الأرض بالسماء على بعد ما بينهما والإفضال على الخلق بأنواع النعم التي تكبر [ على ][ ساقطة من الأصل وم ] الإحصاء ، وأن كل شيء منها قد وضع مواضعها .
فلا يحتمل من هذا وصفه في الحكمة [ أن ][ ساقطة من الأصل وم ] يخلق الشيء عبثا باطلا ولو كان[ في الأصل وم كانوا ] للفناء لا حياة بعده كان يكون خارجا عن الحكمة ، فظهر أنه خلقهم لأمر أراد بهم ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.