في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ} (14)

وفي الصفحة المقابلة نجد النجاة والفلاح مع التطهر والتذكر :

( قد أفلح من تزكى . وذكر اسم ربه فصلى ) . .

والتزكي : التطهر من كل رجس ودنس ،

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ} (14)

{ قد أفلح } قد ظفر بالمقصود ، ونجا من المكروه من تطهر من الشرك والمعاصي ، واتعظ بالذكرى وانتفع بالموعظة .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ} (14)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره : قد نجح وأدرك طلبته من تطهّر من الكفر ومعاصي الله ، وعمل بما أمره الله به ، فأدّى فرائضه ... عن ابن عباس ، قوله : "قَدْ أفْلَحَ مَنْ تَزَكّى" يقول : من تَزَكّى من الشرك ... عن الحسن ، في قوله "قَدْ أفْلَحَ مَنْ تَزَكّى" قال : من كان عمله زاكيا ... عن قتادة "قَدْ أفْلَحَ مَنْ تَزَكّى" قال : يعمل وَرِعا .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : قد أفلح من أدّى زكاة ماله ...

وقال آخرون : بل عنى بذلك زكاة الفطر ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي من أتى بما تزكو به نفسه ، أو بما تطهر نفسه به . ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

تطهر من الشرك والمعاصي . أو تطهر للصلاة . أو تكثر من التقوى ، من الزكاة وهو النماء . أو تفعل من الزكاة ، كتصدق من الصدقة . ...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

فيه وجهان :

( أحدهما ) أنه تعالى لما ذكر وعيد من أعرض عن النظر والتأمل في دلائل الله تعالى ، أتبعه بالوعد لمن تزكى ويطهر من دنس الشرك.

( وثانيهما ) : وهو قول الزجاج : تكثر من التقوى لأن معنى الزاكي النامي الكثير ، وهذا الوجه معتضد بقوله تعالى : { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون } أثبت الفلاح للمستجمعين لتلك الخصال ...

وأما الوجه الأول فإنه معتضد بوجهين :

( الأول ) أنه تعالى لما لم يذكر في الآية ما يجب التزكي عنه علمنا أن المراد هو التزكي عما مر ذكره قبل الآية ، وذلك هو الكفر ، فعلمنا أن المراد ههنا : { قد أفلح من تزكى } عن الكفر الذي مر ذكره قبل هذه الآية.

( والثاني ) : أن الاسم المطلق ينصرف إلى المسمى الكامل ، وأكمل أنواع التزكية هو تزكية القلب عن ظلمة الكفر فوجب صرف هذا المطلق إليه ، ويتأكد هذا التأويل بما روي عن ابن عباس أنه قال معنى : { تزكى } قول : لا إله إلا الله . ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ قد أفلح } أي فاز بكل مراد { من تزكّى } أي أعمل نفسه في تطهيرها من فاسد الاعتقادات والأخلاق والأقوال والأفعال والأموال وتنمية أعمالها القلبية والقالبية وصدقة أموالها ، وذلك هو التسبيح الذي أمر- به أول السورة وما تأثر عنه ، من عمل هذا فهو الأسعد .

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وقد جُمعت أنواع الخير في قوله : { قد أفلح } فإن الفلاح نجاح المرء فيما يطمح إليه فهو يجمع معنيي الفوز والنفع وذلك هو الظفر بالمبتغى من الخير ، وتقدم في قوله تعالى : { وأولئك هم المفلحون } في البقرة ( 5 ) . والإِتيان بفعل المضي في قوله أفلح } للتنبيه على المحقق وقوعه من الآخرة ، واقترانه بحرف { قد } لتحقيقه وتثنيته كما في قوله تعالى : { قد أفلح المؤمنون } [ المؤمنون : 1 ] وقوله : { قد أفلح من زكاها } [ الشمس : 9 ] لأن الكلام موجه إلى الأشقَيْنَ الذين تجنبوا الذكرى إثارة لهمتهم في الالتحاق بالذين خشوا فأفلحوا . ومعنى { تزكَّى } : عالج أن يكون زكياً ، أي بذل استطاعته في تطهير نفسه وتزكيتها كما قال تعالى : { قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها } [ الشمس : 9- 10 ] . فمادة التفعل للتكلف وبذل الجهد ، وأصل ذلك هو التوحيدُ والاستعداد للأعمال الصالحة التي جاء بها الإسلام ويجيء بها ، فيشمل زكاة الأموال . أخرج البزار عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { قد أفلح من تزكى } قال : من شهد أن لا إله إلا الله ، وخلع الأنداد ، وشهد أني رسول الله ، { وذكر اسم ربه فصلى } قال : هي الصلوات الخمس والمحافظة عليها والاهتمام بها ، وهو قول ابن عباس وعطاء وعكرمة وقتادة . وقدم التزكّي على ذكر الله والصلاةِ لأنه أصل العمل بذلك كله فإنه إذا تطهرت النفس أشرقت فيها أنوار الهداية فعُلمت منافعها وأكثرت من الإِقبال عليها فالتزكية : الارتياض على قبول الخير والمراد تزكّى بالإِيمان . ...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ} (14)

{ قد أفلح } صادف البقاء في الجنة { من تزكى } أكثرمن العمل الصالح

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ} (14)

فيه ثلاث مسائل :

الأولى- قوله تعالى : " قد أفلح " أي قد صادف البقاء في الجنة ، أي من تطهر من الشرك بإيمان . قاله ابن عباس وعطاء وعكرمة . وقال الحسن والربيع : من كان عمله زاكيا ناميا . وقال معمر عن قتادة : " تزكى " قال بعمل صالح . وعنه وعن عطاء وأبي العالية : نزلت في صدقة الفطر . وعن ابن سيرين " قد أفلح من تزكى . وذكر اسم ربه فصلى " قال : خرج فصلى بعدما أدى . وقال عكرمة : كان الرجل يقول أقدم زكاتي بين يدي صلاتي . فقال سفيان : قال اللّه تعالى : " قد أفلح من تزكى . وذكر اسم ربه فصلى " . وروي عن أبي سعيد الخدري وابن عمر : أن ذلك في صدقة الفطر ، وصلاة العيد . وكذلك قال أبو العالية ، وقال : إن أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها ، ومن سقاية الماء . وروى كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده ، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في قوله تعالى : " قد أفلح من تزكى " قال : [ أخرج زكاة الفطر ] ، " وذكر اسم ربه فصلى " قال : [ صلاة العيد ] . وقال ابن عباس والضحاك : " وذكر اسم ربه " في طريق المصلى " فصلى " صلاة العيد . وقيل : المراد بالآية زكاة الأموال كلها . قاله أبو الأحوص وعطاء . وروى ابن جريج قال : قلت لعطاء : " قد أفلح من تزكى " للفطر ؟ قال : هي للصدقات كلها . وقيل : هي زكاة الأعمال ، لا زكاة الأموال ، أي تطهر في أعماله من الرياء والتقصير ؛ لأن الأكثر أن يقال في المال : زكى ، لا تزكى . وروى جابر بن عبد الله قال : قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : [ " قد أفلح من تزكى " أي من شهد أن لا إله إلا اللّه ، وخلع الأنداد ، وشهد أني رسول اللّه ] . وعن ابن عباس " تزكى " قال : لا إله إلا اللّه . وروى عنه عطاء قال : نزلت في عثمان بن عفان رضي اللّه عنه . قال : كان بالمدينة منافق كانت له نخلة بالمدينة ، مائلة في دار رجل من الأنصار ، إذا هبت الرياح أسقطت البسر والرطب إلى دار الأنصاري ، فيأكل هو وعياله ، فخاصمه المنافق ، فشكا ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فأرسل إلى المنافق وهو لا يعلم نفاقه ، فقال : [ إن أخاك الأنصاري ذكر أن بسرك ورطبك يقع إلى منزله ، فيأكل هو وعياله ، فهل لك أن أعطيك نخلة في الجنة بدلها ] ؟ فقال : أبيع عاجلا بآجل لا أفعل . فذكروا أن عثمان بن عفان أعطاه حائطا من نخل بدل نخلته ، ففيه نزلت " قد أفلح من تزكى " . ونزلت في المنافق " ويتجنبها الأشقى " . وذكر الضحاك أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه .

الثانية- وقد ذكرنا القول في زكاة الفطر في السورة " البقرة " {[15978]} مستوفى . وقد تقدم أن هذه السورة مكية ، في قول الجمهور ، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر . القشيري : ولا يبعد أن يكون أثنى على من يمتثل أمره في صدقة الفطر وصلاة العيد ، فيما يأمر به في المستقبل .


[15978]:راجع جـ 1 ص 343 فما بعد.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ} (14)

{ قد أفلح من تزكى } يحتمل أن يكون بمعنى الطهارة من الشرك والمعاصي ، أو بمعنى الطهارة للصلاة أو بمعنى أداء الزكاة ، وعلى هذا قال جماعة : إنها يوم الفطر والمعنى أدى زكاة الفطر .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ} (14)

ولما ثبت بهذا أن لهذا هذا الشقاء الأعظم ، فكان التقدير : لأنه لم يزك نفسه لأنه ما-{[72929]} كان مطبوعاً على الخشية ، أنتج ولا بد قوله تعالى دالاً على الدين التكليفي وهو اجتناب واجتلاب ، فجمع الاجتناب والاجتلاب بالتزكية بالتبتل بالأبواب والملازمة للأعتاب بامتثال الأمر واجتناب النهي بالمجاهدات المقربات{[72930]} إليه سبحانه وتعالى ، المنجيات بعد ما حذر من المهلكات ، للمسارعة في محابه ومراضيه اجتماعاً{[72931]} على العبادة الموصلة للخالق بعد حصول الكمال والتكميل فإنه لا بد في الحياة الطيبة بعد الانتماء إلى ذي الجاه العريض{[72932]} والاقتداء بمن لا يزيغ من الارتباط بطريقة مثلى{[72933]} يحصل بها الاغتباط{[72934]} ليصل بها إلى المقصود ويعمّر أوقاته بوظائفها لئلا يحصل له خلل ولا ضياع لنفائس الأوقات ولا غفلة يستهويه بها قطاع الطريق : { قد أفلح } أي فاز بكل مراد { من تزكّى * } أي أعمل نفسه في تطهيرها من فاسد الاعتقادات والأخلاق والأقوال والأفعال والأموال وتنمية أعمالها القلبية والقالبية وصدقة أموالها ، وذلك هو التسبيح الذي أمر-{[72935]} به أول السورة وما تأثر عنه ، من عمل هذا فهو الأسعد .


[72929]:زيد من ظ و م.
[72930]:في ظ و م: القربات.
[72931]:من ظ و م، وفي الأصل: اجتماع.
[72932]:من ظ و م، وفي الأصل: العرض.
[72933]:من ظ و م، وفي الأصل: مثل.
[72934]:من ظ و م، وفي الأصل: الاحتياط.
[72935]:زيد من ظ و م.