غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ} (14)

1

ثم ذكر وعد السعداء بعد وعيد الأشقياء . ومعنى { تزكى } تطهر من أدناس الشرك والمعاصي والعقائد الفاسدة .

{ وذكر اسم ربه } بالتوحيد والإخلاص { فصلى } أي اشتغل بالخدمة والطاعة حتى يكون كاملاً بحسب قوّته النظرية والعملية بعد تخليته لوح الضمير عن النقوش الفاسدة .

وقال الزجاج : تزكى أي تكثر من التقوى وأصله من الزكاء النماء فيكون تفصيله قوله { قد أفلح المؤمنون }

[ المؤمنون :1 ] إلى آخر الآيات . وفي أوّل البقرة إلى قوله { هم المفلحون } [ الآيات :1 ، 5 ] وقال مقاتل : تزكى من الزكاة كتصدّق من الصدقة والمعنى : قد أفلح من تصدّق من ماله وذكر ربه بالتوحيد والصلاة فصلى له . وخصه قوم بصلاة العيد وصدقة الفطرة أي أفلح من تصدّق قبل خروجه إلى المصلى ، وذكر اسم ربه في طريق المصلى أو عند تكبيرة الافتتاح فصلى العيد وهذا قول عكرمة وأبي العالية وابن سيرين وابن عمرو وعلي . وقد روي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وضعف بأنه خلاف ما ورد في مواضع أخر من القرآن من تقديم الصلاة على الزكاة . والجواب إنما ورد هكذا لأن زكاة الفطر مقدّمة على صلاته . واعترض الثعلبي بأن السورة مكية بالإجماع ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر . وأجاب الواحدي بأنه لا يمتنع أن يقال لما كان في معلوم الله تعالى أن يكون ذلك أثنى على من فعل ذلك .

/خ19