في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَهُمۡ يَنظُرُونَ} (44)

وعتوا عن أمر ربهم ، فحق عليهم الهلاك .

وما يقال في الحجارة التي أرسلت على قوم لوط ، وفي الريح التي أرسلت على عاد ، يقال في الصاعقة التي أرسلت على ثمود . فكلها قوى كونية مدبرة بأمر الله ، مسخرة بمشيئته وبنواميسه . يسلطها على من يشاء في إطار تلك النواميس . فتؤدي دورها الذي يكلفها الله . كأي جند من جند الله .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَهُمۡ يَنظُرُونَ} (44)

{ فعتوا عن أمر ربهم } فاستكبروا عن طاعة ربهم . { فأخذتهم الصاعقة } أهلكتهم . وكل صاعقة في القرآن فهي العذاب المهلك .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَهُمۡ يَنظُرُونَ} (44)

فعتَوا : فاستكبروا عن امتثال الأوامر .

الصاعقة : نار تنزل من السحاب بالاحتكاكات الكهربائية .

أهلكهم اللهُ بالصاعقة .

قراءات :

قرأ الكسائي : فأخذتهم الصعقة : والباقون : الصاعقة .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{فَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَهُمۡ يَنظُرُونَ} (44)

وقوله تعالى : { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبّهِمْ } يدل على أن العتو مؤخر ، وأجيب بأن هذا مرتب على تمام القصة كأنه قيل : وجعلنا في زمان قولنا ذلك لثمود آية أو وفي زمان قولنا ذلك لثمود آية ، ثم أخذ في بيان كونه آية فقيل . { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبّهِمْ } أي فاستكبروا عن الامتثال به إلى الآخر ، فالفاء للتفصيل قال في «الكشف » . وهو الظاهر من هذا المساق ، وكذلك قوله تعالى : { فتولى بِرُكْنِهِ } [ الذاريات : 39 ] مرتب على القصة زمان إرسال موسى عليه السلام بالسلطان ، وإن كان هناك لا مانع من الترتب على الإرسال وذلك لأنه جيء بالظرف مجيء الفضلة حيث جعل فيه الآية ، والقصة من توليهم إلا هلاكهم انتهى ، وقال الحسن : هذا أي القول لهم { تمتعوا حتى حين } [ الذاريات : 43 ] كان حين بعث إليهم صالح أمروا بالإيمان بما جاء به ، والتمتع إلى أن تأتي آجالهم ثم عتوا بعد ذلك قال في «البحر » ، ولذلك جاء العطف بالفاء المقتضية تأخر العتو عما أمروا به فهو مطابق لفظاً ووجوداً واختاره الإمام فقال . قال بعض المفسرين : المراد بالحين الأيام الثلاثة التي أمهلوها بعد عقر الناقة وهو ضعيف لأن ترتب فعتوا بالفاء دليل على أن العتو كان بعد القول المذكور ، فالظاهر أنه ما قدر الله تعالى من الآجال فما من أحد إلا وهو ممهل مدة الأجل كأنه يقول له . تمتع إلى آخر أجلك فإن أحسنت فقد حصل لك التمتع في الدارين وإلا فمالك في الآخرة من نصيب انتهى ، وما تقدم أبعد مغزى { فَأَخَذَتْهُمُ الصاعقة } أي أهلكتهم ، روي أن صالحاً عليه السلام وعدهم الهلاك بعد ثلاثة أيام ، وقال لهم : تصبح وجوهك غداً مصفرة . وبعد غد محمرة . واليوم الثالث مسودة ثم يصبحكم العذاب ، ولما رأوا الآيات التي بينها عليه السلام عمدوا إلى قتله فنجاه الله تعالى فذهب إلى أرض فلسطين ولما كان ضحوة اليوم الرابع تحنطوا وتكفنوا بالأنطاع فأتتهم الصاعقة وهي نار من السماء ، وقيل : صيحة منها فهلكوا ، وقرأ عمر . وعثمان رضي الله تعالى عنهما . والكسائي الصعقة وهي المرة من الصعق بمعنى الصاعقة أيضاً ، أو الصيحة { وَهُمْ يَنظُرُونَ } إليها ويعاينونها ويحتاج إلى تنزيل المسموع منزلة المبصر على القول بأن الصاعقة الصيحة وأن المراد ينظرون إليها ، وقال مجاهد : { يُنظَرُونَ } بمعنى ينتظرون أي وهم ينتظرون الأخذ والعذاب في تلك الأيام الثلاثة التي رأوا فيها علاماته وانتظار العذاب أشد من العذاب .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَهُمۡ يَنظُرُونَ} (44)

{ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ } أي : الصيحة العظيمة المهلكة { وَهُمْ يَنْظُرُونَ } إلى عقوبتهم بأعينهم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَهُمۡ يَنظُرُونَ} (44)

قوله : { فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون } عتوا بمعنى استكبروا وتجبروا ، والعاتي ، هو المجاوز للحد في الاستكبار والتجبر أو المتمرد{[4342]} والمعنى أن قوم ثمود خالفوا أمر الله بعقرهم الناقة التي نهوا عن قتلها أو مسها بأذى لكنهم طغوا واستكبروا وقتلوا ناقة الله فأخذهم الله بالانتقام الشديد وذلك بالصاعقة أي العذاب النازل من السماء أو الصيحة الشديدة المهلكة { وهم ينظرون } أخذهم العذاب فجأة وهم ينتظرون . فقد انتظروا نزول العذاب بهم ثلاثة أيام فجاءهم في صبيحة اليوم الرابع .


[4342]:المصباح المنير جـ 2 ص 40 ومختار الصحاح ص 412.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَهُمۡ يَنظُرُونَ} (44)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فعتوا} يقول: فعصوا {عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة} يعني العذاب، وهو الموت من صيحة جبريل، صلى الله عليه، {وهم ينظرون}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: وفي ثمود أيضا لهم عبرة ومتعظ، إذ قال لهم ربهم، يقول: فتكبروا عن أمر ربهم وعلَوْا استكبارا عن طاعة الله... قال ابن زيد، في قوله:"فَعَتَوْا عَنْ أمْرِ رَبّهِمْ "قال: العاتي: العاصي التارك لأمر الله.

وقوله: "فأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ" يقول تعالى ذكره: فأخذتهم صاعقة العذاب فجأة... عن مجاهد، قوله: "فأَخَذَتْهُمْ الصّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ": وهم ينتظرون، وذلك أن ثمود وُعِدَتِ العذاب قبل نزوله بهم بثلاثة أيام وجُعِل لنزوله عليهم علامات في تلك الثلاثة، فظهرت العلامات التي جعلت لهم الدالة على نزولها في تلك الأيام، فأصبحوا في اليوم الرابع موقنين بأن العذاب بهم نازل، ينتظرون حلوله بهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{فعَتوا عن أمر ربهم} أي عمّا أُمروا بطاعة ربهم. والعُتوّ، هو البلوغ في البأس والقساوة غايته كقوله تعالى: {وقد بلغت من الكِبر عتيًّا} [مريم: 8] أي بأسا {فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون}...

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

كلّ صاعقة في القرآن فهي عذاب {وَهُمْ يَنظُرُونَ} إليها نهاراً.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

فعتوا عن أمر ربهم " فالعتو: الامتناع عن الحق، وهو الجفاء عنه ترفعا عن اتباع الداعي إليه.

" فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون " أي أرسل الله إليهم الصاعقة التي أهلكتهم وأحرقتهم وهم يبصرونها...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون} فيه بحث وهو أن عتا يستعمل بعلى قال تعالى: {أيهم أشد على الرحمن عتيا} وهاهنا استعمل مع كلمة" عن "فنقول فيه معنى الاستعتاء فحيث قال تعالى: {عن أمر ربهم} كان كقوله: {لا يستكبرون عن عبادته} وحيث قال "على" كان كقول القائل فلان يتكبر علينا. والصاعقة فيه وجهان ذكرناهما هنا (أحدها) أنها الواقعة. (والثاني) الصوت الشديد.

وقوله: {وهم ينظرون} إشارة إلى أحد معنيين إما بمعنى تسليمهم وعدم قدرتهم على الدفع كما يقول القائل للمضروب: يضربك فلان وأنت تنظر، إشارة إلى أنه لا يدفع، وأما بمعنى أن العذاب أتاهم لا على غفلة بل أنذروا به من قبل بثلاثة أيام وانتظروه، ولو كان على غفلة لكان لمتوهم أن يتوهم أنهم أخذوا على غفلة أخذ العاجل المحتاج، كما يقول المبارز الشجاع أخبرتك بقصدي إياك فانتظرني...

تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :

{الصَّاعقة} النار من السماء، أو الصيحة من السماء، أو النار مصحوبة بالصيحة، أو الصيحة مصحوبة بنار.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وما يقال في الحجارة التي أرسلت على قوم لوط، وفي الريح التي أرسلت على عاد، يقال في الصاعقة التي أرسلت على ثمود. فكلها قوى كونية مدبرة بأمر الله، مسخرة بمشيئته وبنواميسه. يسلطها على من يشاء في إطار تلك النواميس. فتؤدي دورها الذي يكلفها الله. كأي جند من جند الله.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والعتوّ: الكِبر والشدة. وضمن « عَتَوْا» معنى: أَعرضوا، فعدي ب (عن)، أي فأعرضوا عما أمرهم الله على لسان رسوله صالح عليه السلام.وأخذ الصاعقة إياهم إصابتها إياهم إصابة تشبه أخذ العدوّ عدوه. {أخذتهم}، أي أخذتهم في حال نظرهم إلى نزولها، لأنهم لما رأوا بوارقها الشديدة علموا أنها غير معتادة فاستشرفوا ينظرون إلى السحاب فنزلت عليهم الصاعقة وهم ينظرون، وذلك هول عظيم زيادة في العذاب فإن النظر إلى النقمة يزيد صاحبها ألماً كما أن النظر إلى النعمة يزيد المنعم مسرّة، قال تعالى: {وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون} [البقرة: 50].

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبّهِمْ} وتمردوا عليه واستخفّوا بوعيده، واعتبروا عقر الناقة انتصاراً لهم على الرسول، فلم يستفيدوا من المهلة التي أعطاهم إياها.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

كلمة «عتوا» مشتقّة من العتوّ على وزن غلوّ ومعناه الإعراض «بالوجه»، والانصراف عن طاعة الله، والظاهر أنّ هذه الجملة إشارة إلى ما كان منهم من إعراض طوال الفترة التي دعاهم فيها نبيّهم صالح كالشرك وعبادة الأوثان والظلم وعقرهم الناقة التي كانت معجزة نبيّهم، لا الإعراض الذي كان منهم خلال الأيّام الثلاثة فحسب، وبدلا من أن يتوبوا وينيبوا غرقوا في غرورهم وغفلتهم.