فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَهُمۡ يَنظُرُونَ} (44)

{ فعتوا عن أمر ربهم } أي تكبروا عن امتثال أمر الله . وهذا ترتيب إخباري وإلا ففي الحقيقة عتوهم إنما كان قبل وعدهم بالهلاك الذي هو المراد من قوله : تمتعوا حتى حين على تفسيره ، إذ المراد به ما بقي من آجالهم ، والمراد بأمر ربهم ، هو المذكور في سورة هود : { يا قوم هذه ناقة الله لكم آية }

{ فأخذتهم } بعد مضي ثلاثة أيام { الصاعقة } وهي كل عذاب مهلك وقرئ الصعقة وهي المرة من مصدر صعقتهم الصاعقة وآخذتهم من بعد عقر الناقة ، والصاعقة هي نار تنزل من السماء فيها رعد شديد وقد مر الكلام على الصعقة في البقرة وفي مواضع { وهم ينظرون } أي : يرونها عيانا ، لأنها كانت نهارا ، وقيل : إن المعنى ينتظرون ما وعدوه من العذاب والأول أولى .