في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

ثم يهبط بهم درجة عن درجة الخلق والإبداع لأنفسهم أو للسماوات والأرض . فيسألهم : هل هم يملكون خزائن الله ، ويسيطرون على القبض والبسط ، والضر والنفع :

( أم عندهم خزائن ربك ? أم هم المسيطرون ? ) . .

وإذا لم يكونوا كذلك ، ولم يدعوا هذه الدعوى . فمن ذا يملك الخزائن ، ومن ذا يسيطر على مقاليد الأمور ? القرآن يقول : إنه الله القابض الباسط ، المدبر المتصرف . وهذا هو التفسير الوحيد لما يجري في الكون من قبض وبسط وتصريف وتدبير . بعد انتفاء أن يكونوا هم المالكين للخزائن المسيطرين على تصريف الأمور !

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

{ خزائن ربك } مقدوراته .

{ هم المصيطرون } الأرباب القاهرون المتسلطون ، حتى يدبروا أمر الربوبية على إرادتهم ومشيئتهم ! والمسيطر : القاهر الغالب ؛ من سيطر عليه : إذا قهره . والمسلط على الشيء ليشرف عليه ويتعهد أحواله ويكتب أعماله .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

خزائن ربك : خزائن رزقه .

المصيطرون : بالصاد وبالسين : القاهرون ، المسلَّطون ، سيطر عليه : تسلط عليه .

وهل عندهم خزائنُ ربّك يتصرفون بها ، { أَمْ هُمُ المسيطرون } القادرون المدبِّرون للأمور كما يشاؤون . الحقيقة أن الأمرَ ليس كذلك ، بل اللهُ هو المالكُ المتصرف الفعال لما يريد .

قراءات :

قرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي المسيطرون بالسين . والباقون بالصاد .

يقال : سيطر وصيطر .

روى البخاري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه جبير قال : سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرِب بالطّور ، فلما بلغ قوله تعالى :

{ أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخالقون ؟ أَمْ خَلَقُواْ السماوات والأرض بَل لاَّ يُوقِنُونَ أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ المسيطرون } قال : كادَ قلبي يطير ، وأثّرت فيه هذه الآياتُ وكان ذلك من أسباب دخوله الاسلام .

وكان جبير من الذين وفَدوا على النبي الكريم بعد وقعةِ بدرٍ في فداء أسرى قريش .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

قوله تعالى : { أم عندهم خزائن ربك } قال عكرمة : يعني النبوة . قال مقاتل : أبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاؤوا ؟ قال الكلبي : خزائن المطر والرزق ، { أم هم المصيطرون } المسلطون الجبارون ، قال عطاء : أرباب قاهرون فلا يكونوا تحت أمر ونهي ، يفعلون ما شاؤوا . ويجوز بالسين والصاد جميعاً ، وقرأ ابن عامر بالسين هاهنا ، وفي قوله : { بمسيطر } ، وقرأ حمزة بإشمام الزاي فيهما ، وقرأ ابن كثير هاهنا بالسين و بمصيطر بالصاد ، وقرأ الآخرون بالصاد فيهما .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ} (37)

{ أم عندهم } أي خاصة دون غيرهم { خزائن } ولما كان ذكر الرحمة لا يقتضيه مقصود السورة الذي هو العذاب ، لم تذكر كما في ص وسبحان فقيل{[61608]} : { ربك } المحسن إليك بإرسالك بهذا الحديث فيعلموا أن هذا الذي أثبت به ليس من قوله لأنه لا تصرف له في الخزائن إلا بهم ، فيصح قولهم : إنك تقولته وحينئذ يلزمهم فضائح لا آخر لها ، منها أن يأتوا بحديث مثله بل أحسن منه من تلك الخزائن { أم هم } لا غيرهم { المسيطرون * } أي الرقباء الحافظون والجبارون والمسلطون الرؤساء الحكماء الكتبة ، ليكونوا ضابطين للأشياء كلها كما هو شأن كتّاب السر عند الملوك فيعلموا أنك تقولت هذا الذكر لأنهم لم يكتبوا به إليك


[61608]:- زيد في الأصل: رحمة، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.