في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

ويعقب هذا الإيقاع الرهيب مشهد مصاحب له رهيب :

( يوم تمور السماء مورا ، وتسير الجبال سيرا ) . .

ومشهد السماء الثابتة المبنية بقوة وهي تضطرب وتتقلب كما يضطرب الموج في البحر من هنا إلى هناك بلا قوام .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

{ يوم تمور السماء مورا } أي أن هذا العذاب لواقع يوم تضطرب السماء وتدور كالرحى ، وتتداخل وتختلف أجزاؤها وتتكفأ بأهلها ؛ وذلك عند خراب العالم وانقضاء الدنيا . والمور : الحركة والاضطراب والدوران ، والمجئ والذهاب ، والتموج والتكفؤ .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

تمور : تضطرب وترتج .

وذلك يوم القيامة ، يوم تضطربُ السماء اضطراباً شديداً بما فيها .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

ثم بين أنه متى يقع فقال : { يوم تمور السماء موراً } أي : تدور كدوران الرحى وتتكفأً بأهلها تكفؤ السفينة . قال قتادة : تتحرك . قال عطاء الخراساني : تختلف أجزاؤها بعضها في بعض . وقيل : تضطرب ، و المور يجمع هذه المعاني ، فهو من اللغة : الذهاب والمجيء والتردد والدوران والاضطراب .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

قوله تعالى : " يوم تمور السماء مورا " العامل في يوم قوله : " واقع " أي يقع العذاب بهم يوم القيامة وهو اليوم الذي تمور فيه السماء . قال أهل اللغة : مار الشيء يمور مورا ، أي تحرك وجاء وذهب كما تتكفأ النخلة العيدانة ، أي الطويلة ، والتمور مثله . وقال الضحاك : يموج بعضها في بعض . مجاهد : تدور دورا . أبو عبيدة والأخفش : تكفأ ، وأنشد للأعشى :

كأن مشيتَها من بيت جارتها *** مَوْرُ السحابة لا رَيْثٌ ولاَ عَجَلُ

وقيل تجري جريا . ومنه قول جرير :

وما زالت القتلى تَمُورُ دماؤها *** بدجلة حتى ماءُ دجلةَ أشْكَلُ{[14287]}

وقال ابن عباس : تمور السماء يومئذ بما فيها وتضطرب . وقيل : يدور أهلها فيها ويموج بعضهم في بعض . والمور أيضا الطريق . ومنه قول طرفة :

. . . فوقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ{[14288]}

والمور الموج . وناقة موارة اليد أي سريعة . والبعير يَمُورُ عضداه إذا ترددا في عرض جنبه ، قال الشاعر :

على ظهر مَوَّارِ المِلاَطِ حِصَانِ

الملاط الجنب . وقولهم : لا أدري أغارَ أم مارَ ، أي أتى غورا أم دار فرجع إلى نجد . والمور بالضم الغبار بالريح . وقيل : إن السماء ها هنا الفلك ومَوْرُهُ اضطراب نظمه واختلاف سيره . قاله ابن بحر .


[14287]:الأشكل: ما فيه بياض وحمرة.
[14288]:البيت من معلقته وتمامه: تبارى عتاقا ناجيات وأتبعت *** وظيفا وظيفا فوق مور معبد تبارى: تعارض. والعتاق: النوق الكرام. والناجيات: السريعات. والوظيف: عظم الساق. والمعبد: المذلل.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

ولما أثبت وقوع العذاب ، تشوفت{[61527]} نفس الموقن إلى وقته ، قال مستأنفاً لبيان{[61528]} أنه واقع على تلك الصفة : { يوم تمور } أي تتحرك وتضطرب وتجيء وتذهب وتتكفأ تكفأ السفينة وتدور دوران الرحى ، ويموج بعضها في بعض ، وتختلف أجزاؤها بعضها في بعض ، ولا تزول عن مكان ؛ قال البغوي{[61529]} : والمور يجمع هذه المعاني فهو في اللغة الذهاب والمجيء والتردد والدوران والاضطراب ، قال الرازي : وقيل : تجيء وتذهب كالدخان ثم تضمحل . { السماء } التي هي سقف بيتكم الأرض { موراً * } أي اضطراباً شديداً


[61527]:- زيد في الأصل: النفس أي، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[61528]:- في مد: بيان
[61529]:- راجع معالم التنزيل بهامش اللباب 6/ 207.