في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

وأمام التقدير الواضح في تلك النشأة ومراحلها الدقيقة يجيء التعقيب الموحي بالحكمة العليا التي تتولى كل شيء بقدره في إحكام مبارك جميل : ( فقدرنا فنعم القادرون )

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

{ فنعم القادرون } عليه نحن ! وقرئ " فقدرنا " بالتشديد ؛ أي فقدرنا ذلك الوقت المعلوم تقديرا محكما ، لا يتقدم الانفصال عنه ولا يتأخر ؛ فهو كقوله تعالى : " من نطفة خلقه فقدره " {[381]} . وقيل : القراءتان بمعنى التقدير .


[381]:آية 19 عبس
 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

فقدرنا : على كل شيء .

فقدرنا على خلْقِه وتصويره في أحسن تقويم ، فنعم القادرون والخالقون .

قراءات

قرأ الجمهور : فقدرنا بفتح الدال من غير تشديد . وقرأ نافع والكسائي : فقدّرنا بتشديد الدال المفتوحة .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

شرح الكلمات :

{ فقدرنا } : أي خلقه .

{ فنعم القادرون } : أي نحن على الخلق والتقدير .

المعنى :

{ فقدرنا } أي خلق الجنين على أحسن صورة أدق تركيب المسافات بين الأعضاء كما بين العينين كما بين اليدين والرجلين كما بين الأذنين كلها مقدرة تقديرا عجيبا لا تزيد ولا تنقص { فنعم القادرون } على الخلق والتقدير معا والجواب بلى ولم إذاً تكفرون وتكذبون ؟ { ويل يومئذ للمكذبين } .

/ذ28

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

{ فقدرنا } أي قدرنا وقت الولادة { فنعم القادرون } فنعم المقدرون نحن وقرئت بالتشديد والتخفيف لغتان بمعنى واحد

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

" فقدرنا " وقرأ نافع والكسائي " فقدرنا " بالتشديد . وخفف الباقون ، وهما لغتان بمعنى . قاله الكسائي والفراء والقتبي . قال القتبي : قدرنا بمعنى قدرنا مشددة : كما تقول : قدرت كذا وقدرته ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الهلال : [ إذا غم عليكم فاقدروا له ] أي قدروا له المسير والمنازل . وقال محمد بن الجهم عن الفراء : " فقدرنا " قال : وذكر تشديدها عن علي رضي الله عنه ، تخفيفها ، قال : ولا يبعد أن يكون المعنى في التشديد والتخفيف واحدا ؛ لأن العرب تقول : قدر عليه الموت وقدر : قال الله تعالى : " نحن قدرنا بينكم الموت " [ الواقعة : 60 ] قرئ بالتخفيف ، والتشديد ، وقدر عليه رزقه وقدر . قال : واحتج الذين خففوا فقالوا : لو كانت كذلك لكانت فنعم المقدرون . قال الفراء : وتجمع العرب بين اللغتين . قال الله تعالى : " فمهل الكافرين أمهلهم رويدا " [ الطارق : 17 ] قال الأعشى :

وأنْكَرَتْنِي وما كان الذي نَكِرَتْ *** من الحوادث إلا الشَّيْبَ والصَّلَعَا

وروي عن عكرمة " فقدرنا " مخففة من القدرة ، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم والكسائي لقوله : " فنعم القادرون " ومن شدد فهو من التقدير ، أي فقدرنا الشقي والسعيد فنعم المقدرون . رواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : المعنى قدرنا قصيرا أو طويلا . ونحوه عن ابن عباس : قدرنا ملكنا . المهدوي : وهذا التفسير أشبه بقراءة التخفيف .

قلت : هو صحيح فإن عكرمة هو الذي قرأ " فقدرنا " مخففا قال : معناه فملكنا فنعم المالكون ، فأفادت الكلمتان معنيين متغايرين ، أي قدرنا وقت الولادة وأحوال النطفة في التنقيل من حالة إلى حالة حتى صارت بشرا سويا ، أو الشقي والسعيد ، أو الطويل والقصير ، كله على قراءة التشديد . وقيل : هما بمعنى كما ذكرنا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَقَدَرۡنَا فَنِعۡمَ ٱلۡقَٰدِرُونَ} (23)

ولما كان هذا عظيماً ترجمه وبينه معظماً له بقوله : { فقدرنا } أي بعظمتنا على ذلك أو فجعلناه على مقدار معلوم من الأرزاق والآجال والأحوال والأعمال { فنعم القادرون * } نحن مطلقاً على ذلك وغيره ، أو المقدرون{[70886]} في تلك المقادير لما لنا من كمال العظمة بحيث نجعل ذلك بمباشرة من أردناه منه بطوعه واختياره . ولعل التعبير بما قد يفيد مع العظمة الجمع لما أقام سبحانه في ذلك من الأسباب بالملائكة وغيرها ، و{[70887]}فيه مع{[70888]} ذلك ابتلاء للعباد الموحد منهم والمشرك :


[70886]:من ظ و م، وفي الأصل: المقدورون.
[70887]:من ظ و م، وفي الأصل: في.
[70888]:من ظ و م، وفي الأصل: في.