في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ} (6)

إنه خلق من ماء دافق

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ} (6)

ثم بين جواب الاستفهام بقوله : { خلق من ماء دافق } أي من ماء ذي دفق . والدفق : صب فيه دفع وسيلان بسرعة . وكل من مني الرجل ومني المرأة اللذين يتخلق منهما الجنين ذو دفق في الرحم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ} (6)

ثم قال : " خلق " وهو جواب الاستفهام " من ماء دافق " أي من المني . والدفق : صب الماء ، دفقت الماء أدفقه دفقا : صببته ، فهو ماء دافق ، أي مدفوق ، كما قالوا : سر كاتم : أي مكتوم ؛ لأنه من قولك : دفق الماء ، على ما لم يسم فاعله . ولا يقال : دفق الماء{[15927]} . ويقال : دفق اللّه روحه : إذا دعي عليه بالموت . قال الفراء والأخفش : " من ماء دافق " أي مصبوب في الرحم . الزجاج : من ماء ذي اندفاق . يقال : دارع وفارس ونابل ، أي ذو فرس ، ودرع ، ونبل . وهذا مذهب سيبويه . فالدافق هو المندفق بشدة قوته . وأراد ماءين : ماء الرجل وماء المرأة ؛ لأن الإنسان مخلوق منهما ، لكن جعلهما ماء واحدا لامتزاجهما . وعن عكرمة عن ابن عباس : " دافق " لزج .


[15927]:بل يقال ذلك، ونقله صاحب اللسان عن الليث. وانظره أيضا في المصباح المنير للفيومي.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ} (6)

{ فلينظر الإنسان مم خلق } حذف ألف مما لأنها استفهامية وجوابها خلق من ماء دافق وسمى المني ماء دافقا من الدفق بمعنى الدفع فقيل : معناه مدفوق وصاحبه هو الدافق في الحقيقة قال سيبويه : هو على النسب أي : ذو دفق ، وقال ابن عطية : يصح أن يكون الماء دافقا لأن بعضه يدفع بعضا ، ومقصود الآية إثبات الحشر ، فأمر الإنسان أن ينظر أصل خلقته ليعلم أن الذي خلقه من ماء دافق قادر على أن يعيده ووجه اتصال هذا الكلام بما قبله أنه لما أخبر أن كل نفس عليها حافظ يحفظ أعمالها أعقبه بالتنبيه على الحشر حيث تجازى كل نفس بأعمالها .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ} (6)

ولما نبه بالاستفهام على أن هذا أمر مهم جداً ينبغي لكل أحد أن يترك جميع مهماته ويتفرغ للنظر فيه فإنه يكسبه السعادة الأبدية الدائمة{[72671]} ، وكان الإنسان - مع كونه ضعيفاً عاجزاً - لا ينفك عن شاغل ومفتر ، فلا يكاد يصح له نظر ، تولى سبحانه وتعالى شرح ذلك عنه فأجاب الاستفهام بقوله : { خلق } أي{[72672]} الإنسان على أيسر وجه وأسهله بعد خلق أبيه آدم عليه الصلاة والسلام من تراب ، وأمه حواء عليها السلام من ضلعه{[72673]} { من ماء دافق * } أي هو{[72674]} - لقوة دفق الطبيعة له - كأنه يدفق بنفسه{[72675]} فهو إسناد مجازي ، والدفق لصاحبه ، أو هو مثل " لابن " أي ذي دفق ، والدفق صب فيه دفع ، ولم يقل : ماءين{[72676]} - إشارة إلى أنهما يجتمعان في الرحم و{[72677]} يمتزجان أشد امتزاج بحيث يصيران ماءً{[72678]} واحداً .


[72671]:سقط من ظ و م.
[72672]:سقط من م.
[72673]:من ظ، وفي الأصل و م: ضلع.
[72674]:زيد في الأصل: دافق، ولم تكن لزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72675]:من م، وفي الأصل و ظ: لنفسه.
[72676]:زيد في الأصل و ظ: فيه، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72677]:زيد من م.
[72678]:سقط من ظ و م.